تنساب النغمات برشاقة حين تتراقص أنامل العازفة الإماراتية إيمان الهاشمي على آلة البيانو فسرعان ما تخطف انتباه الحاضرين بمقطوعات موسيقية في جو كلاسيكي فاخر، فهي تخاطب قلوبهم وآذانهم وعقولهم معاً بحس مرهف وحرفية في دمج الآلات الشرقية والغربية مع البيانو بمقطوعات موسيقية من تأليفها.
وأثناء مشاركتها الموسيقية في فعاليات «مهرجان أم الإمارات» 2017، في حديقة المشرف المركزية بأبوظبي قدمت لأول مرة مقطوعة موسيقية مميزة وغريبة بعنوان «الفالس الإماراتي»، وتقول إيمان الهاشمي في حديث للبيان: ومن المعروف أن الفالس موسيقى راقصة نشأت في النمسا وألمانيا وأتقنها العديد من كبار الملحنين في ذلك الزمن مثل شوبان وهي لا تمت بصلة بالإيقاع الإماراتي الأصيل.
ولذلك تفاجأ الجمهور حينما سمع موسيقي تتناغم فيها ثقافتان عريقتان في لحن واحد، حتى إن البعض ضحك من المسمى الغريب للمقطوعة الموسيقية، فبدا لهم وكأنني سوف أقدم نوعاً خاصاً وغريباً من (العيالة المصرية) أو (الدبكة الجزائرية) أو (المولد الخليجي)، والجميل أنه بمجرد انتهائي من العزف علا تصفيق حاد من الجمهور وتفاعلت مع هتافهم بطريقة لم أعهدها من قبل.
فضاءات الألحان
لمسات أصابع الهاشمي على آلة البيانو تحلق في فضاءات الألحان على أنغام الموهبة الحقيقية حيث تقول إيمان: في الحقيقة لقد راودتني فكرة هذا اللحن، من صميم إيماني بأن الموسيقى عبارة عن لغة طبيعية مستقلة بذاتها بل يتقنها كل الناس من جميع الأعمار وباختلاف الجنسيات والأعراف.
وتضيف الهاشمي: لهذا أردت وبأسلوبي الخاص إثبات أنه كيفما كانت لهجة هذه اللغة العالمية الموسيقى فلا ضرر من مزج بعض الجمل الموسيقية بغيرها للتأكيد أن هذا المزيج الفريد لن يغير مطلقاً من جمال المعنى مهما بدا غريباً أو غير مألوف، فالأهم أن تصل المعاني المقصودة إلى الروح، حيث إن حديث الأرواح لا يعتمد على قوانين أو كتالوغ فالموسيقى ليست مجرد أنغام بل هي وسيلة تواصل لالتقاء الذهن و الروح.