حديث الروح

ت + ت - الحجم الطبيعي

تأوبـهُ طــيــفُ الـخــيالِ بـمـريـمــا

فـبات مُـعـنـاً مـسـتـجـنـاً مُـتـيــمــاً

تأوبه بعد الـهــجــوع فـهــاضــهُ

فأبـدى مـن التهيـامِ مـا كــان جمجـمـا

لطـافَ بـهـا حتى إذا النفسُ أجهشـتْ

وأبـدت بنـانًا لـي خضـيبا ومِعصما

ووجهاً كأن الـبـدر لـيلةَ أرْبعٍ

وعـشـرٍ عـلـيـه نـاصلاً قـد تهـمَّمــا

 

تـولَّى كأن اللَّمح بــالطَّرف زَورُه

وكـان وداعـاً مـنه أنْ هـو سَلَّمــــــــــا

فـمَن ذا ولا مـن ذا رأى مــــــــثلَ زوْرُه

ومـثلَ الـذي بـيـن الجـوانح أضرمـــــــا

هجـائـن بـيـض مــن عـقـائـل عـامــر

جمعن إلـى الأحسـاب حُسنـاً وميسمـا

جعـلـن عـلـى الأحــداج خـمـلاً وكـلــة

وعـالـيــن رقــمــاً عـبـقـريـاً مُنـمـنـمـا

كـــأن الـعـيـون الـلامـحـات إذا بـــدى

تــكــج عـلــيــه أرجــوانـــا وعـنــدمــا

محمد ولد الطلبة اليعقوبي

شاعر موريتاني (1774 - 1856 م)

Email