قبل 24 ساعة من انطلاق تكريم أربعة أساتذة من الدولة في مركز الاباما

الإمارات تحلق بجهوده الفضاء إلى أعلى مستوى من الشراكات العالمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يصطف أكثر من خمسة عشر مساعدا ينتظرون مع كراسي متحركة بعجلات على باب الطائرة التي أقلت الركاب من مطار اسطنبول الى مطار هيوستن الدولي. ينتظرون الركاب الدالفين بخطى متثاقلة من داخل اروقة الطائرة التي ارخت لتوها محركات رحلة طافت ما يربو على 15 ساعة طيران.

يبدو المشهد مألوفا في هذا المكان، اذ إن الخدمات التي تمنح لكبار السن عالية الجودة وواضحة للعيان، وهم، على عجلاتهم يمنحون الأولوية للتقدم على اي صنف آخر من المسافرين في الصف الطويل الذي ينتظر خلف خطوط تدقيق الجوازات. نحن في ألاباما وتفصلنا رحلة أخرى تستغرق ثلاث ساعات عن مطار مدينة "هانتسفيل" حيث، على مدى أكثر من ستة عقود، تجرى أبحاث وتجارب الفضاء واختبار وصنوف المكوك الفضائية، كما لا يحدث في مكان آخر من الولايات المتحدة الأميركية.

في هذا المكان، الذي تمنح العناية فيه لمن هم غير قادرين على المشي على الارض، تمنح عناية موازية ومضاعفة لمن يرغبون بالتحليق، ليس فوق غيوم الارض التي تكثفت في هذا اليوم الحار من ولاية الاباما، ولكن فوق الفضاء الجوي ذاته باتجاه كواكب جديدة.

خلال الأربع وعشرين ساعة المقبلة، ينضم أربعة اساتذة لطلاب في مستويات متوسطة، من الامارات المتحدة العربية، الى زملائهم الشغوفين بالفضاء وعشاق "الطيران" من بقاع الارض المختلفة، لكي يخضعوا جميعهم الى أحد أكثر البرامج التدريبية حول الفضاء شهرة وفعالية. انه برنامج "خبراء هانويل في أكاديمية الفضاء" الذي تجري فعالياته على مدى أسبوع كامل في نطاق "المركز الأميركي للفضاء والصواريخ" في ولاية الاباما.

قبل شهور، كان المدرسون الاربعة أنفسهم، تحت الضوء خلال فعاليات معرض "بالعلوم نفكر" الذي جرى في الامارات بتنظيم من "مؤسسة الامارات" التي تشترك مع الشركة الاميركية "هانيويل" المتخصصة بتقديم حلول في صناعة الفضاء من أجل ضمان وجود دولة الامارات في هذا الحدث الهام.

تلاقي الخبراء
وسيخضع المدرسون لـ45 ساعة من الدروس والأنشطة التدريبية الميدانية والمختبرية، والتي تتضمن مجموعة من تدريبات رواد الفضاء، وأجهزة محاكاة المحركات النفاثة عالية الأداء، إلى جانب التدريب التفاعلي على مهام فضائية قائمة على سيناريوهات واقعية، ومجموعة من برامج الطيران.

لقد تلاقى برنامجان أحدهما وطني ببعد عالمي، هو "بالعلوم نفكر"، والآخر عالمي بأبعاد دولية محلية، هو برنامج "خبراء هانيويل"، لكي يتم الوصول الى هانتسفيل. فالأول هو عبارة عن برنامج وطني يهدف إلى تشجيع سكان دولة الإمارات العربية المتحدة على اختيار مهن عملية ضمن مجالات متعلقة بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، والثاني هدفه رعاية ثقافة التفكير العلمي إلى جانب المساعدة في إنشاء جيل من رواد التكنولوجيا في البلاد.

هذه الخطوات الهامة لا يمكن فصلها عن جهود حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة في مساعيها لتشجيع الابتكار وتحقيق مستقبل تكنولوجي عالي المستوى للبلاد، وذلك تماشياً مع خطة ’الاستراتيجية الوطنية للابتكار‘ الممتدة لسبع سنوات، والتي يشكل قطاع الفضاء واحداً من أهم أعمدتها. وتوجهها لتطوير اقتصاد قائم على المعرفة وسعيها لتعزيز القدرات والمهارات.
    

 

Email