حديث الروح

ت + ت - الحجم الطبيعي

ما للمدامِ تديرُهَا عيناكِ

فيميلُ في سكرِ الصِّبَا عطفاكِ؟

هَلاّ مَزَجْتِ لَعاشِقِيكِ سُلافَها

ببرودِ ظلمِكِ أو بعذْبِ لماكِ؟

بلْ ما عليكِ، وقد محضْتُ لكِ الهوى

في أنْ أفوزَ بحظوة ِ المسواكِ

***

ناهِيكِ ظُلْماً أنْ أضَر بيَ الصّدَى

بَرْحاً، وَنَالَ البُرْءَ عُودُ أرَاكِ

واهاً لعطفِكِ، والزّمانُ كأنّما

صبغَتْ غضارَتُهُ ببردِ صباكِ

وَاللّيلُ، مَهْمَا طالَ، قَصّرَ طُولَهُ

هاتي، وَقَدْ غَفَلَ الرّقيبُ، وَهاكِ

***

وَلَطَالَمَا اعْتُلّ النّسِيمُ، فَخِلتُهُ

شكْوَايَ رَقَتْ فَاقْتَضَتْ شَكْوَاكِ

يدنُو بوصلِكِ، حينَ شطّ مزارُهُ

وهمٌ، أكادُ بهِ أقبّلُ فاكِ

وَلَئِنْ تَجَنّبْتِ الرّشَادَ بِغَدْرة

لمْ يهوِ بي، في الغيّ، غيرُ هواكِ

شاعر أندلسي (394 - 463 هـ)

Email