حديث الروح

ت + ت - الحجم الطبيعي

بوُدّيَ لَوْ يَهْوَى العَذولُ، وَيَعْشَقُ

فيَعلَمَ أسْبابَ الهَوَى كيفَ تَعْلَقُ

أرَى خُلُقاً حُبّي لعَلْوَةَ دائِماً

إذا لمْ يَدُمْ بالعَاشِقِينَ التّخَلُّقُ

وَزَوْرٌ أتَانِي طَارِقاً، فَحَسِبْتُهُ

خَيالاً أتى، من آخرِ اللّيلِ، يَطرُقُ

***

أُقَسّمُ فيهِ الظّنّ طَوْراً مُكَذِّباً

بهِ أنّهُ حَقٌّ، وَطَوْراً أُصَدِّقُ

أخافُ، وأَرْجُو بُطلَ ظَنّي وَصِدْقَه

فَلِلّهِ شَكّي حينَ أرْجُو وَأفْرَقُ

وَقَدْ ضَمّناَ وَشْكُ التّلاقي، وَلَفّنَا

عِنَاقٌ عَلى أعْنَاقِنَا ثَمّ ضَيّقُ

***

فَلَمْ تَرَ إلاّ مُخْبِراً عَنْ صَبَابَةٍ

بشَكْوَى، وإلاّ عَبْرَةً تَتَرَقْرَقُ

فأحْسِنْ بِنَا، والدّمعُ بالدّمعِ وَاشجٌ

تَمازُجُهُ، والخَدُّ بالخَدّ مُلْصَقُ

وَمِنْ قُبَلٍ قَبْلَ التّشاكي وَبَعْدَهُ

نَكَادُ لَهَا مِنْ شِدّةِ الوَجدِ نَشرَقُ

فَلَوْ فَهِمَ النّاسُ التّلاقي وَحُسْنَهُ

لَحُبّبَ، من أجلِ التّلاقي، التّفَرّقُ

شاعر عباسي (820 - 897 م)

Email