حديث الروح

ت + ت - الحجم الطبيعي

إذا قُلْتُ: ما بي يا بُثَيْنَةُ قاتِلي

مِن الحُبِّ، قالَتْ: ثابِتٌ ويَزيدُ

وإنْ قُلْتُ: رُدِّي بَعْضَ عَقْلي أعِشْ بهِ

تَوَلَّتْ وقالَتْ: ذاكَ مِنكَ بَعيدُ

فلا أنا مَرْدودٌ بِما جِئْتُ طالِباً

ولا حُبُّها فيما يَبيدُ يَبيدُ

جَزَتْكِ الجَوازي يا بُثَيْن سَلامَةً

إذا ما خَليلٌ بانَ وهو حَميدُ

وقُلْتُ لها: بَيْني وبَيْنَكِ فاعْلَمي

مِنَ اللهِ مِيثاقٌ له وعُهُودُ

وقد كان حُبّيكُم طَريفاً وتالِداً

وما الحُبُّ إلاّطارِفٌ وتَلِيدُ

وإنّ عُروضَ الوَصْلِ بَيْني وَبَيْنها

وإنْ سَهَّلَتْهُ بالمُنى لَكَؤُودُ

وأَفْنَيْتُ عُمْري بانْتِظارِي وَعْدَها

وأَبْلَيْتُ فيها الدَّهْرَ وهو جَديدُ

ويَحْسَبُ نِسْوانٌ مِن الجَهْلِ أنّني

إذا جِئْتُ إيّاهنَّ كنتُ أُريدُ

فأَقْسِمُ طَرْفي بَيْنَهُنَّ فَيَسْتَوي

وفي الصَّدْرِ بَوْنٌ بَينَهنَّ بَعيدُ

ألا لَيْتَ شِعري هَل أَبيتَنَّ لَيلةً

بِوادي القُرى إنّي إذاً لَسَعيدُ

وهل أَهْبِطَنْ أَرضاً تَظَلُّ رِياحُها

لها بِالثَّنايا والقاوِياتِ وَئيدُ

وهل أَلْقَيَنْ (سُعْدى) مِن الدّهرِ مَرَّةً

وما رَثَّ مِن حَبْلِ الصَّفاءِ جَديدُ

وقَدْ تَلْتَقي الأَشْتاتُ بَعْدَ تَفَرُّقٍ

وقد تُدْرَكُ الحاجاتُ وهي بَعيدُ

من شعراء العصر الأموي

توفي 701م

Email