قصيدة جديدة لسموه تمثلت مشاعر قادة كرام وشعب عظيم في موقف جللَ

حمدان بن محمد: الشهداء خطّوا بدمائهم المجد ولن ننسى تضحياتهم

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

في مُقام جلل حزُنت له الأمة من الماء إلى الماء، استوحت قصيدة جديدة نشرت يوم أمس لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، دفق المشاعر الكبيرة، التي انتابت أهل الإمارات، بل كل العرب، لاستشهاد الجنود البواسل، تمثلت أبياتها حكاية الشهداء الأبرار وتضحياتهم على درب الكرامة والعزة، وهم يقفون وقفة شرف، مع شعب اليمن الشقيق، وخطت بالدم والذهب، سيرتهم العطرة، من كتبوا بدمائهم الطاهرة ملحمة الوطن، في سِفر سجل التاريخ والمجد الخالد، متوعداً سموه فلول العدو المارقة، زاد أبطالنا الحق ونصرة المظلوم ورفع راية العدل، مثمناً التضحيات الكبيرة والتاريخية في معركة الرجال، وإحقاق الحق، مترحماً على أرواح الشهداء، من يقفون في مقام المجد والشرف، بعد الأنبياء والصدّيقين، مُسطرين مواقف لن تُنسى، كتبت بدم الوريد، معتبراً سموه أن أعز وأنبل التضحيات ما قُدم لأجل الوطن.

 

رجال الحق

مطلع القصيدة كان مُباشراً كطلقة بندقية، أثار فيه، كما عودنا «فزاع»، كوامن المشاعر، ويبرر ذلك صدقها في موقف كبير كهذا، صاغهُ تعابير مجدت الملاحم التي كتبها الشهداء في دروب الكرامة، موجهاً الكلام بشكل مباشر إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإلى كل شيوخ الإمارات، وإلى شعبها العظيم في كل شبر من ثرى الوطن، مقدماً كلمة نيابة عن المشاعر، التي غمرت كل القلوب في هذا الوطن الأبي، الذي لا يهاب الموت، ولا تخوفه التهديدات، يعتمرون الرمح الأسن والسيف في معركة الحق، لأنهم رجالها:

 

يا ريس الدولة يابو راشد يا بو خالد وازيد

                                 يا شيوخنا في كل شبر من ثرى هذا الوطن

يا شعبنا اللي عن دروب الكرامة ما يحيد

                                 بقول كلمة بالنيابة عن مشاعركم لمن

يحسب أنا نرهب من الموت ونخاف الوعيد

                                حنا رجال المعركة والسيف والرمح الأسن

 

راية العز

وكما في رائعته «إيمان الشعوب»، يجمع حمدان بن محمد، الصور البهية، المتغنية بمجد البطولة وعفة نفس الأوفياء في أقوى وأصدق ملامحها، وكما «يموت الرجل وجهه أبيض ناصعاً بهياً والليالي سود» ترفرف راية العز خفاقة، يحملها رجال لا تثنيهم الصعوبات، يسطرون بدم الوريد ملحمة الشرف والحق، يردعون أهل الفتنة، تحدوهم هِمة عالية وعزم لا يلين ورأي حميد، وفكر ثاقب تشهد به إنجازات فخر يحلم بها العالم، مؤكداً أن الهدف سامٍ ونبيل وأصيل، ومتجذر في القيم الإمارتية الرفيعة، فهدفنا الخير ونقدم «الفزعة» لوجه الله لا نريد جزاءً ولا شكوراً:

 

نموت والراية ترفرف والعدو حاله زهيد

                            مثل شهداء الوطن والعزة اللي لا ولن

نِننسى مواقفهم وما خطوه ما دم الوريد

                           من مجدٍ في يوم له الحاسد رغم أنفه ذَعن

حنا نجيد نحقق الإنجاز بالفكر ونجيد

                            نردع هَل الفتنة يا لين تحيد عن درب الفتن

الهِمة العليا لنا والعزم والرأي الحميد

                          ونقدم الفزعة لوجه الله ولا نرجى ثمن

في كل يوم لو فقدنا من أشاوسنا فقيد

                         ما ننتهي ولو نهاية دربنا قبر وكفن

 

قصيدة الشهداء

يتلو الشعر في حضرة الوطن، أغنية وإلياذة للمفاخر، تميمة أصيلة، تعجز القصيدة عن تمثلها، يلامس وجع الفقد الكبير، والتضحية التي حفرت حزناً في قلوب الأهل والأشقاء، فجزالة الشعر وبلاغته تقف عاجزة أمام سطور الدم التي نثرها الأبناء البررة في كتاب الوطن، وحكايات أمجاده الخالدة:

 

والشعر في حب الوطن يضحك حجاجه كل عيد

                        وشلون ما يعقد حجاجه للوطن وقت المِحن

لو كان ما يقدر يلامس بركم جزل القصيد

                       ياللي على فرقاكم قلوب العرب ضاقت حزن

لكن مشاعرنا لكم ذابت كما ذاب الجليد

                       إعزف يا هاجوس الشعر ها اليوم من فكري لحن

 

أمجاد راسخة

من تغنت بمفاخرهم وإنجازاتهم وعطائهم الغير محدود، كافة ربوع الوطن، ببواديه ومدنه، رجال العون والشرف، من ردوا البسمة والأمل لأهل اليمن الشقيق، وأعادوا رسم السعادة، بفضل من الله، وإقدام وشهامة أصيلة، لا يتضعضعون ولا يتراجعون، يردون المكر السيئ إلى أهله، ويسقون العدو كؤوس المذلة والغبن، ويكتبون لديارهم ووطنهم مجداً جديداً يضاف إلى أمجاد راسخة وطود شامخ:

 

لكم جموع الشعر ترفع راية المجد التليد

                       وأفعالكم بالفخر تسمو في البوادي والمُدن

والشعب في صنعاء يعزينا وهو ليس الوحيد

                       لكن بكت مأرب عليكم وأنزلت دمعة عدن

على ما قدمتوا من الإقدام والبأس الشديد

                       حتى استطعتوا ترجعون البسمة لشعب اليمن

وأصبح بعد فضل الله بوقفاتكم شعبٍ سعيد

                       واسقيتموا أهل الغدر كأس المذلة والغبن

ضفتوا على المجد القديم لداركم مجد جديد

                        ولم تلين عزومكم ولا شكيتوا من وَهن

 

مقام رفيع

يبشر أهل وذوي الشهداء، من تُفاخر بهم السماء، ويغبطهم أهل الأرض، في مقام عالٍ، بعد الصديقين من الأنبياء والرسل، حيث البشرى الرفيعة، والدرجة العالية، التي ينشدها كل مؤمن، كما يقدم العزاء إلى شهداء المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين، مستعيداً مقولة زايد حول لحمتهم في الحرب والأمن، وبقاء الصف متوحداً واحداً في جميع الظروف:

 

هنيكم في جنة الفردوس بالعيش الرغيد

                                  كما يقول الله لنا، وأيضاً كما قد صح عن

نبينا نقلاً عن أصحابه هل النهج الرشيد

                                 وهذهِ خيرُ الأدلة في الكتاب والسُنن

وأعزي أهل المملكة وأهل المنامة وأستعيد

                              ما قال زايد باننا واحد في حرب أو في أمن

 

شرف الشهادة

يختم  سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي القصيدة، بروح متدفقة ومشاعر قوية وبوح مُنساب، مفاخراً بإنجازات الشهداء البواسل، تسطر أمجاد الوطن والأمة، وتصوغ التاريخ ملحمة نصر وإخاء عربي وحق إنساني، ترخص فيه الدماء، وتوهب فيه الأنفس الغالية والأرواح الزكية بطيب خاطر، وهي تتوق إلى نيل شرف الشهادة، وبلوغ أشرف مقام وأعز وأنبل تضحية:

 

لبلادكم سطرتوا الأمجاد بالفعل المجيد

                                 تفاخري يا أمة الإسلام واشهد يا زمن

أشرف قبر بعد الرسل والأنبياء قبر الشهيد

                                وأعز وأنبل تضحية ما قُدمت لاجل الوطن

 

ــ مطلع القصيدة كان مُباشراً كطلقة بندقية ويبرر ذلك صدق المشاعر وخصوصية الظرف

ــ نحن رجال المعركة وأعز التضحيات ما قُدم لأجل الوطن

ــ سنردع أهل الفتنة والهِمة العليا لنا والعزم والرأي الحميد

ــ هدفنا الخير ونقدم «الفزعة» لوجه الله لا نريد جزاءً ولا شكوراً

ــ قدم العزاء إلى شهداء السعودية والبحرين مستعيداً مقولة زايد حول لحمتهم في الحرب والأمن

Email