حديث الروح

ت + ت - الحجم الطبيعي

يا جارة الوادي طربت وعادني

ما زادني شوقاً إلى مرآك

مثلتُ في الذكرى هواك وفي الكرى

لما سموت به وصنت هواكِ

ولكم على الذكرى بقلبي عبرة

والذكريات صدى السنين الحاكي

ولقد مررت على الرياض بربوة

كم راقصت فيها رؤاي رؤاكِ

خضراء قد سبت الربيع بدلّها

غنّاء كنتُ حيالها ألقاكِ

لم أدر ما طيب العناق على الهوى

والروض أسكره الصبا بشذاكِ

لم أدر والأشواق تصرخ في دمي

حتى ترفق ساعدي فطواك

وتأودت أعطاف بانكِ في يدي

واحمر من خديهما خداكِ

ودخلت في ليلين: فرعك والدجى

والشوق أغراني بما أغراك

فطغى الهوى وتناهبتك عواطفي

ولثمتُ كالصبح المنور فاكِ

وتعطلت لغة الكلام وخاطبت

عينيّ في لغة الهوى عيناكِ

لا أمسِ من عمر الزمان ولا غدٌ

جمع الزمان فكان يوم لقاكِ

 

أحمد شوقي

شاعر مصري

1868 - 1932

Email