حديث الروح

ت + ت - الحجم الطبيعي

قضيتُ شبابي بها مُغْرَما

فما كان - يا قلبُ - أحلاهما

تعيش بأحلامه في ربيعٍ

وتحيا بأنفاسها مُلْهَما

لقد كنتَ كالطفل فيما تُحسّ

وإحساسُها كان بي أَنْعَما

فألهبَ من خَدّها جمرتينِ

وفَتّقَ من ثغرها بُرعما

 

فقَولي: اقبليه فدتكِ الحسانُ

فلو أنّ كفّي تطول السَّما

إذن لجعلتُ نُثاركِ منهُ

ونَظّمتُها ثانياً أنْجُما

فمدّتْ - لألثمَه - مِعْصماً

وألوتْ على سِمطه معصما

 

ملأتَ به بهجةً ناظريَّ

فصدّعتَ بي قلبَه أَعْظُما

أَأُنكر عبرتَه في الحليِّ

ولم يبكِ إلا لكي أبسما

فحسبي به زاهياً كالنجومِ

وإنْ فاتني حظُّها في السَّما

على الأرض لا يخلد الحسنُ

حتى يُقيم على نفسه مأتما

 

إبراهيم العريض

شاعر بحريني (1908- 2002م)

Email