النخلة كنز العرب وإرثهم التليد

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعد النخلة هوية الجزيرة العربية، ورمز المدى والمساحة فيها ورفيقة البدو والحضر وكنز العربي وجذره التليد في أعماق الزمن، تلُوح له في البنادر وقُرب الشواطئ في رحلة الإياب واللقاءات والحكايات وقُبل الأطفال ورائحة الأمهات وفرحة العودة.

كما أنها علامة فارقة ودليل مكان وشبه ازدهار في نطاق غرسها وهالتها الخضراء كعروسٍ ممشطة بالخضار في سراب الرمل ومتاهات المكان، والنخلة أيضاً دعوة مفتوحة لمجموعة محسوسات وملموسات النسيج البشري الحميمي في منحها الظل والغذاء والمسكن والهوية.

وكانت دوماً سواد الصفحات البيضاء للشعراء والعشّاق والمُتيمين بالوطن والحبيبة، وهي الغواية نحو ظل وارف وقيلولة ممتعة ومأوى لكثير من أسرار الرمل؛ كحروب الحب والبغضاء، وهمس البادية على موارد الماء وآبار الود والنجوى.

وعرف إنسان الخليج النخلة في أزمان سحيقة في تجذرها واصطيادها تاريخ هذا الإنسان، كما تصطاد جذورها حبّات الماء في أعماق المكان والذاكرة.

والنخلة شجرة كرّمتها دولة الإمارات العربية المتحدة وأعزّت مكانتها وشرّفت قدرها المادي والمعنوي، وحرصت على وجودها وتكاثرها وتحسين أنسالها بالبحث والدراسة والدراية والرعاية من الأمراض والآفات ومعوّقات الحياة والنمو والتكاثر، عدا عن استضافة أنواعها المُنتشرة في المنطقة العربية وخارجها كعلاقة قرابة وجذور هوية.

نسلط الضوء هُنا حول بعض الأسماء والألقاب التي عُرفت بها النخلة في الإمارات وعلاقات خاصة بالحياة قديماً وحديثاً علّنا نستطيع إعطاءها حقها من الكتابة تاريخاً وحداثة.

أبو الرمول

للنخيل عدة أصناف وأنواع، منها؛ «أبو الرمول»، ويسمى أيضاً «جش رملي» و«رملي»، ولون ثمرته أصفر من جهة وبرتقالي مصفر من الجهة الثانية، أمّا تمره فلونه ذهبي، وشكل الثمرة بيضوي قصير، ومُتوسط الحجم، وكمية اللحم فيه متوسطة وقشرة الثمرة غليظة ونواته قصيرة وغير منتظمة في استدارتها، ويستهلك ثمراً ورطباً.

أبو سهيم

ومن الأصناف كذلك «أبو سهيم» هو صنف من أصناف النخيل، ويُزرع بشكل قليل في المناطق الغربية من الدولة وخاصةً العين.

أبو العذوق

ومن الأصناف الشهيرة أيضاً «أبو العذوق»، وينتشر بشكل متوسط في المنطقتين الشمالية والوسطى من الدولة، وقليل في المنطقة الغربية ومتوسط التبشير، ولون ثمرته أصفر، وتمره بني فاتح..لكنَّ استهلاكه رطباً أكثر منه تمراً.

الرحيبي

يعد «الرحيبي» من الأنواع النادرة في الدولة، وهو متوسط التبشير، ولون ثمرته أصفر وتمره بني فاتح وشكل ثمرته بيضوي صغير ونواته صغيرة، ويؤكل رطباً وتمراً، ويُعد من الأنواع متوسطة الجودة.

أشهل

من أصناف النخيل كذلك «أشهل» الذي ينتشر بشكل كبير في المنطقتين الشمالية والشرقية، وهو متوسط التبشير، ولون ثمرته أحمر والتمر بني فاتح، وشكل الثمرة بيضوي مقلوب ونواته متوسطة الحجم، ويؤكل رطباً وتمراً، كما يُسمّى «شهلة» و«شهال»، وهو من الأنواع التي تُصاب وتتأثر بشدة بمرض «المجنونة» كون مقاومته ضعيفة لهذا المرض.

وللنخلة في الوطن العربي وبقية العالم علاقات تلاقح قوية بما تمتلكه من تاريخ وعائلات منتشرة في العالم، عدا عن تاريخها الممتد في الذاكرة البشرية عبر آلاف السنين من الوجود والانتشار، وحتى يومنا هذا تحظى النخلة برعاية وحُب وبحمايتها من الإهمال، فهي مُستمرة بوجود الإنسان، ولها علاقة لا تنفصم عراها ولا تضعف وشائجها.

Email