جود تستهله القهوة وتزينه الموائد وتحفه البشاشة

عادات استقبال الضيف في الإمارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

عرف المجتمع الإماراتي بكرم الضيافة وحسن استقبال الضيف والترحاب به، ولطقوس استقبال الضيف عادات خاصة لم تختلف كثيراً عن الوقت الحالي، إلا أن كرم الضيافة هي السمة الأساسية منذ القدم.

يقول سيف جمعة بن ركاض، أحد المهتمين بالسنع والتراث الإماراتي، إن الكرم سمة أهل الإمارات منذ القدم ولاستقبال الضيف عادات متوارثة مازال أهل الإمارات محافظين عليها، ويؤدونها بكل حفاوة وعطاء، ويقول: «توارثنا كرم الضيافة من الآباء والأجداد الذين كانوا على أهبة الاستعداد لاستقبال أي ضيف من الفريج أو (الخطار) ومفردها (الخاطر) وهم الجماعة الذين يأتون من خارج الفريج، حيث يتم استقبالهم عند مدخل الفريج، بترحاب حار، ويقدم أهل الحي على ربط الراحلة والدواب وتقديم الأعلاف لها، ومن ثم اصطحاب الضيوف إلى بيت الشخص الذي يقصدونه وهو مجلس الضيوف».

ويشير بن ركاض إلى أن لمجلس الضيوف، أهمية ومكانة كبيرة في المجتمع، فهو المكان الذي يستقبل فيه صاحب البيت ضيوفه وزوّاره، إذ يأمر بتقديم القهوة لضيوفه، والقهوة في هذه الحال تعني تقديم الطعام والشراب للضيف، أو ما يسمى بالفوالة، إضافة إلى القهوة. وإذا كان الزائر في عجلة من أمره، أو أراد الاعتذار، يكتفي رب البيت بجلب (دلة) للقهوة فقط. ويستقبل الخطار بذبح المواشي للقيام بالواجب تجاه القادم، ويحرص المضيف أثناء تقديم الوليمة للضيف على أن تضم رأس الذبيحة، وذلك ليشعر الضيف بمكانته وحفاوة استقباله، حيث يبادر الضيف بفتح الرأس أثناء تناول الطعام، وإذا لم يقدم يعتبر المضيف ذلك إنقاصاً من شأنه، لافتاً إلى أن هذه التفاصيل تختلف من مكان إلى آخر.

ويقول بن ركاض، من عادات أهل الإمارات المتوارثة استقبال ضيوفهم بالمجلس، مع الحرص على تقديم الطعام والشراب لهم وتسمى «فوالة» وتقديم القهوة في فناجين تمسك باليد اليمنى والدلة باليد اليسرى، مع ابتسامة تملأ الوجه، وعبارات ترحيب تشعر الضيف بفرحة المضيف بقدومه.

عادات

وعن «السنع» المتبع في استقبال الضيف، تقول سفيرة التراث موزة الشحي، إن عادات الزيارة لا تختلف اليوم كثيراً عنها في الأمس، إذ يحرص أهل الإمارات على استقبال ضيوفهم برش العطور، وإكرامهم بـ«الفوالة» وتوضح: «يستقبل الضيف بعبارات الترحاب والبهجة بلقائه، وإبداء السعادة بالزيارة التي قاموا بها». وتضيف: «عادة يستقبل الضيف من قبل مضيفه برشّ العطور المخلطة من الصندل والزعفران والياسمين وماء الورد، ومن بعدها تبدأ مراسم الضيافة والتي تبدأ بتقديم القهوة مع التمر للضيف ومن بعدها يأتون بالفوالة التي تتضمن البثيثة والعصيد واللقيمات وغيرها، وكانت دلة القهوة حاضرة في كل بيت إماراتي، فبعد صلاة الظهر يتم تحضيرها مع التمر، استعداداً لزيارة أي ضيف، ففي الماضي كان الضيوف يحضرون الزيارات دون موعد سابق، وهذا يدل على كرم الضيافة الذي يتميز به البيت الإماراتي».

 

وقت الزيارة

وتوضح حنان صالح، المتخصصة بالأكلات الشعبية، أن عادات استقبال الضيف تعتمد على حسب وقت زيارة الضيف، وتقول: «إذا جاء الضيف في الفترة الصباحية يتم دعوته على تناول وجبة (الريوق) ويقدم له (الجامي) مع السمن العربي والخبز والدانجو والباجيلا، وفي فترة الظهيرة لا يأتي الضيف عادةً إلا بدعوة على الغداء، ويتم ذبح الذبائح من (الخرفان) أو (الماعز) ليعد منها (العيش واللحم) و(الهريس)، عدا عن السمك الذي يتميز به أهل البحر. وفي فترة المساء، يقدم للضيف الثريد وخبز الرقاق مع الشاي الأحمر، وحليب البوش (الإبل)».

وتضيف: «عادة ما يأتي الضيف في فترتي الضحى وما بعد صلاة العصر، وتقدم له الضيافة التي تتضمن الشاي والدانجو والعصيد والخبيص، وخبز الجبات».

Email