أهازيج ارتجالية استوعبت الألحان الموسيقية

الحربية.. موروث عريق وصل للعالمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

الحربية أو «الرزفة» من الفنون الشعبية الإماراتية الأصيلة، التي ما زالت صامدة وتؤدى في مختلف المناسبات الوطنية والاجتماعية، ولها انتشار وتوسع نحو العالمية من خلال مشاركة فرق الحربية في المحافل والفعاليات التي تقام في مختلف دولة العالم.. فما أبرز التطورات التي طرأت على هذا الفن الأصيل، وكيف ساهم في تعزيز الهوية الإماراتية؟

يتحدث بدايةً، الشاعر علي الشوين، رئيس فرقة الشوين الحربية، عن أسباب اهتمامه بهذا الفن ويقول: «يأتي اهتمامي بهذا الفن العريق من أجل إعادة إحياء الموروث الشعبي العريق، وعلى وجه الخصوص الحربية التي تعد من الفنون الشعبية الأصيلة التي اشتهر بها أهل البر على وجه التحديد، لذلك أسست فرقة الشوين الحربية سنة 1985 وتحديداً في منطقة المدام التابعة لإمارة الشارقة، وكانت الفرقة تضم نحو 40 شخصاً من الرزيفة والمؤدين، وانطلقنا من إمارة الشارقة إلى جميع إمارات الدولة، حيث نشارك في جميع المناسبات الوطنية والمحلية وفي الأعياد والأعراس والمناسبات الاجتماعية».

أهازيج من الذاكرة

تتم رزفة الحربية في مناسبات الأفراح، وتكون على هيئة صفين متقابلين يؤدي فيها الرزيفة حركات تراثية محددة، أما شاعر الفرقة فهو المكلف بقول الشعر المرتجل، وتبقى الساحة مفتوحة لإظهار إمكانيات اليويل الفنية، وكلها تقاليد تصب في صميم التراث الإماراتي.

وعن الأهازيج المستخدمة يعلق الشوين: «جميع الأهازيج التي يقدمها شاعر الفرقة التي تضم عشرات الرزيفة، تتم بطريقة ارتجالية، فشاعر الحربية يتميز بالسجية الشعرية والسرعة في ارتجال الأشعار، ونحن في فرقة الشوين نحتفظ بكمّ من الشلات».

ويضيف: «فن اليولة هو في الأصل حربية، وله تاريخ عريق متجذر في المجتمع الإماراتي، وفي ظل الانفتاح الذي تعيشه الدولة، شهدنا دخول جنسيات وافدة على الفن، لذلك أدعو الفرق الشعبية إلى تشجيع أبناء الوطن من أجل المشاركة في فرق الفنون الشعبية».

الحربية التقليدية

يعد علي الشوين من أوائل مَن أدخل اليولة في الفيديو كليب عبر أغنية الفنان الإماراتي ميحد حمد «خمس الحواس»، وبالرغم من ذلك يرى الشوين أن إدخال الآلات الموسيقية على الموروث الشعبي لا يخدمه، ويعلق قائلاً: «الموروث الشعبي عُرف بالبساطة والآلات الإيقاعية التقليدية، وإدخال الآلات الموسيقية على الموروث الشعبي لن يخدم استمراريته، فالشعور بالموروث الشعبي دائماً يرتبط بالأصالة، لذلك لا أشجع فكرة إدخال الموسيقى على أي نوع من الفنون الشعبية».

ويرى الشوين أن الهدف من تقديم الموروث الشعبي، هو المحافظة على هويته الأصيلة، وإبراز الموروث الشعبي التقليدي لكل فن كما هو دون إدخال أي إضافات، تلك الإضافات التي من الممكن أن تشوّه عبق الفن الأصيل. لاسيما أن الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، دعا إلى الاهتمام بالتراث والعمل على نقله من جيل إلى جيل، ومن أقواله في هذا المجال: «لابد من الحفاظ على تراثنا؛ لأنه الأصل والجذور، وعلينا أن نتمسك بأصولنا وجذورنا العميقة».

المنهج التراثي

يرى علي الشوين أن هذه الفنون الشعبية تعزّز الهوية الوطنية والخصوصية الثقافية التي نفخر بها في الدولة، ونسعى إلى إيصالها إلى العالم برسالة الانفتاح والتسامح التي أورثنا إياها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. ويدعو إلى إدراج فن الحربية في المنهج التراثي، ويطالب بتعزيز مشاركة فرق الفنون الشعبية في المهرجانات والمحافل المحلية والعالمية، ويقول: «خطوتنا القادمة في فرقة الشوين الحربية تتمثل في تعزيز قدرة الفرقة والعمل على استقطاب الجيل الإماراتي الناشئ، من أجل تعزيز هذا الفن العريق والمحافظة عليه من الاندثار أو التشويه».

 

تطور الحربية

من جانبه، يرى عبدالله الشاعر، من فرقة دبا الحربية، أن فن الحربية اختلف عن السابق، ويقول: «كانت تؤدى الحربية في السابق دون طبول، ومن ثم أدخل عليها الطبل، وفي بداية الألفية شهدت الحربية تحولاً كبيراً من خلال إدخال الموسيقى». ويشير الشاعر إلى أن من أبرز الكلمات التي تم تلحينها واشتهرت بها فرقة دبا الحربية هي أغنية «حرام أموت بفراشي وأنا جندي» من كلمات شاعر الوطن علي الخوار، والتي نالت الشهرة والانتشار الواسع.

Email