يعتمد على الشعر وأصوات المؤدين

«الأهله» فن شعبي يردد صدى الأصالة

ت + ت - الحجم الطبيعي

«الأهله» من الفنون الشعبية الأصيلة التي اشتهرت عند أهل البحر في الزمن البعيد الماضي، وكان الأجداد يؤدونه على شكل لوحات استعراضية جماعية معبرة، معتمدين فيها على قوة الحنجرة ومخزونهم الشعري النبطي الأصيل، ولا تدخل به أي أدوات إيقاعية أو لحنية سوى عصيهم التي يلوحون بها تعبيراً عن الفرح والحماسة والمناجاة أيضاً.

ورغم شهرة هذا الفن في دولة الإمارات دون سواها في هذا الفن الشعبي الأصيل، إلا أن هذا الفن يعاني من خطر الاندثار في ظل عدم إقبال الأجيال الحالية على تعلمه لما يحمله هذا الفن من صعوبة في الأداء.

أوضح ناصر حسن الكاس، رئيس جمعية بن ماجد للفنون الشعبية، أن فن «الأهله» أو «الأهل» ..» يعتبر من الفنون الشعبية التي اشتهرت عند أهل البحر، ويعتمد بالدرجة الأولى على حناجر المؤدين، ولا يدخل في الفن الشعبي أي أدوات موسيقية أو إيقاعية أو ألحان، إنما مجرد إلقاء قصائد شعرية نبطية في صورة أطروحة شعرية، وتتطلب من مؤديه رصيداً كبيراً محفوظاً من الشعر الشعبي.

ويشير الكاس إلى أن للبحر تأثيراً كبيراً على التراث الفولكلوري للإنسان في الإمارات ومن رحلة الصيد والغوص على اللؤلؤ نشأت ألوان كثيرة من الفنون الشعبية ومنها «الأهله»، ويقول: «كان أجدادنا في رحلات البحر والغوص الشاقة يرددون أناشيد (الأهله)، في محاولة للترفيه عن النفس، حيث يأتي النهام وهو يشدو بأناشيده التي تحث على الصبر، أو تتذكر الأحباب والأهل والأصدقاء، أو تتوسل إلى الله وتدعوه بالتوفيق والمقدرة على العطاء وبذل الجهد. وكان البحارة وطاقم السفينة بأكمله يرددون وراءه ويتفاعلون معه بالتصفيق والترديد».

العاطفة والغزل

ويشير حسن علي لاغر، رئيس فرقة جمعية دبي للفنون الشعبية، إلى أن فن «الأهله» يعتبر من الفنون الشعبية التي تواجه خطر الاندثار، وإذا لم ينتبه القائمون والمسؤولون عن الفنون الشعبية لهذا الفن العريق، لن يكون له وجود خلال العامين المقبلين، كونه يعتمد على مقامات صعبة في الأداء، ويعتمد على قوة الحنجرة بعيداً عن الأدوات الإيقاعية، أما أناشيده فهي ذات ذوق ومعنى وترتبط بالعاطفة والغزل، فدائماً ما يستخدم مؤدي «الأهله» أناشيد يتذكر بها محبوبته وخله ووليفه، لذلك نجد صعوبة في إقبال وتعلم الجيل الحالي على هذا الفن. ويشير إلى أن بعض الملحنين حاولوا إدخال الإيقاع الموسيقي على هذا الفن ولكن لم يكلل بالنجاح.

ويوضح لاغر أن فن «الأهله» هو الفن الذي يصاحب فن العيالة، وعادة مؤدو فن العيالة هم من هواة فن «الأهله»، ويؤدى بعد انتهاء فرقة العيالة من أداء عروضها، ويقول: «في الوقت الحالي يقتصر أداء هذا الفن على فئة قليلة من الشواب الذين يؤدون هذا الفن في المناسبات الاجتماعية والرسمية، وتكاد تكون معدومة في الكثير من الاحتفالات».

أداء خاص

أما جمعة موسى البقيشي الزعابي، رئيس مجلس إدارة جمعية رأس الخيمة للفنون والتراث الشعبي، فيقول إن لهذا الفن أسلوباً خاصاً في الأداء، ويبدأ عندما يجتمع المؤدون ليشكلوا فريقين وهم جالسين، وتبدأ «الأهله» بترديد الفريقين، حيث يرددون الأناشيد مرات كالمناظرات الشعرية، وبعد مضي فترة زمنية ينهض الفريقان في صفين متقابلين. وفي هذا الفن يحمل المؤدون بأيديهم عصا الخيزران يلوحون بها بافتخار واعتزاز، ولذلك كان فن «الأهله» هو الأقرب إلى فن العيالة، التي تختلف عنه بإدخال الأدوات الإيقاعية.

ويغني الصف الأول النشيد، ويردد الصف الثاني اللازمة وهي (آ.. هالله)، والمقصود من هذا الترديد التشجيع وإظهار الإعجاب بشعر الشاعر.

ومثال على ذلك، يقول شاعر «الأهله»:

قلبي تعلق شي ليواد.. فترد المجموعة (آ.. هالله)

لي في البلد ماريت شراوه.. فترد المجموعة (آ.. هالله)

Email