تحاكي اللباس الإماراتي التقليدي

الدمى الشعبية.. مهنة الجدات في زمن الطيب

ت + ت - الحجم الطبيعي

«الدمى الشعبية» هي عنوان الفرح في زمن الطيب، وإحدى وسائل اللعب الأقرب إلى أفئدة الفتيات الصغار، ولكل دمية شكل وحجم مختلف ولكن جميعها تحاكي الملابس والعادات الإماراتية القديمة، وبالرغم من تراجع هذه الصناعة اليدوية إلا أن فئة قليلة من الجدات اللاتي مازلن يمارس هذه الحرفة الأصيلة من أجل إسعاد النشء الحالي وفي سبيل الحفاظ على هذه الحرفة من الاندثار.

ومن بين الجدات اللاتي مازلن يمارسن هذه الحرفة، تأتي مريم بن خصيف، من مركز الحرف الإماراتية، التي تعمل على المشاركة في الفعاليات والمهرجانات المحلية والدولية، حاملة معها صندوق الجدات المليء بالدمى وأدوات صناعتها.

تقول بن خصيف: «تعلمت صناعة الدمى أو العرايس القماشية من إخوتي الكبار وتوارثت هذه المهنة وأتقنتها، ومع مرور السنوات رأيت الحاجة إلى إعادة إحياء هذه الحرفة والمحافظة عليها، لذلك انضممت لمركز الحرف الإماراتية، وعملت على تطوير الحرفة التي أدخلت عليها الكثير من الأدوات مع المحافظة على هويتها الإماراتية الأصيلة، كما شاركت في العديد من المهرجانات داخل الدولة وخارجها، ومن بينها المشاركة في البرازيل وإيطاليا وموسكو».

وتعمل بن خصيف على تقدم ورش في صناعة الدمى للفتيات الصغيرات، بحيث تمكنهن من صناعة دمى جميلة تحاكي القصص والحكايات القديمة، وتقول: «لاقت الورش استحسان الفتيات بشكل لافت، فعندما تصنع الفتيات الدمية الشعبية باللباس الإماراتي الذي يتميز بالكندورة والثوب والوقاية والبرقع، ليحصلن في النهاية على عرائس من صنع أيديهن، فإن سعادتهن بإنجاز الدمية تكون أكبر من سعادتهن باللعب بها، كما أن الأجانب لديهم شغف كبير على انتقاء هذه الدمى».

صناعة الدمى

تشير بن خصيف إلى أن صناعة الدمى الشعبية تعتبر من أقدم الحرف اليدوية، التي أتقنتها الجدات ومارسنها من أجل إسعاد حفيداتهن، كما تجسد هذه الحرفة التراث والعادات والتقاليد الإماراتية، لاسيما من ناحية اللباس التقليدي في دولة الإمارات.

وعن صناعة الدمى، تتحدث بن خصيف، قائلة: «تصنع الدمى التقليدية (إلْحِيا) من بقايا قماش، ومجموعة من القطن والخيوط، يتم تشكيلها وخياطتها على شكل دمى جميلة، وتبدأ عملية صناعة الدمى القماشية بتشكيل الرأس الذي يتم تعبئته بالقطن ومن ثم كسوته بقماش من القطن الأبيض وربطها بإحكام عند العنق بحبال قوية، ومن ثم نبدأ بتشكيل جسد الدمية، ونستخدم فيه الحبال العريضة والصوف لحشو الدمية من الداخل، وبعدها نقوم بكسوة الدمية باستخدام قماش (ضوء الجافلة)، ويتوافر بثلاثة ألوان الأحمر الأغلى ثمناً، والأصفر، والأخضر، وغراء لتثبيت الدمية وخيوط قطنية».

أما غطاء الرأس فيستخدم قماش «بودقه» و«تور» و«دمعه فريد»، وتوضح الحرفية قائلة: «تحاكي الدمية القماشية عادات دولة الإمارات، فالدمية البنت تستخدم الشيلة الخفيفة، أما المرأة نزينها بالشيله الغليظة وتسمى (وسمه)، مع البرقع الذي يستخدم من نفس أقمشة البراقع ويسمى (الشل)».

تطوير الحرفة

ساهمت الحرفية مريم بن خصيف في تطوير صناعة الدمى سواء من ناحية الأدوات المستخدمة أو في طريقة التصنيع، وتوضح قائلة: «في السابق كانت بنية الدمية تعتمد على أعواد الكبريت، وعملنا على تطويرها باستخدام القطن والحبال، أما لباس الدمية فتتم حياكته اليوم باستخدام آلة الخياطة».

وتضيف: «طورنا هذه الحرفة باستخدام أدوات بسيطة ومتاحة».

Email