يستعرض بالصور ما يبدعه المواطنون

«أيادٍ من ذهب» يوثّق حِرَف الإمارات التقليدية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يحتوي كتاب «أيادٍ من ذهب» على مجموعة من الحرف والصناعات والمعارف الشعبية، موثقاً بالصور الدقيقة ما تبدعه أيادي ممتهنيها الذين لا يزال معظمهم يتمسك بما توارثه عن الآباء والأجداد رغم تسارع المتغيرات العصرية، حيث تشكل هذه الحرف والصناعات التقليدية أهم مقومات التراث المادي، إذ تربط العقل بالجسد معاً، فهي تبدأ بنشاط المعرفة لمهارة يدوية تبدع نتاجاً مادياً يعبر عن صيغة متميزة لتفاعل الحرفي مع بيئته و يلبي احتياجاته واحتياجات مجتمعه. ويشرح المؤلف يوسف العدان في كتابه مجالات استخدام كل حرفة بطريقة منفصلة.

أعتى التحديات

وأثبت إنسان الإمارات قدرته على مواجهة أقسى الظروف،ومجابهة أعتى التحديات، فلم يثنه عن مشروع حياته ومسيرة بنائه لا قسوة الصحراء، ولا جبروت البيئة، إذ تغلب على كل ذلك، بل وطوع خشونة عناصر البيئة من حوله لتكون غزلاً ليناً ينسج منه كل ما سهل عليه سبل العيش ومواصلة التحدي، وصاغ من ندرة الموارد ضروباً من أدوات العيش ومستلزمات الحياة.

واليوم بات كل ذلك موضع الاهتمام والبحث، ومحط الإعجاب بتراث شعبي يبين بجلاء طبيعة العلاقات الإنسانية التي حكمت مجتمع الإمارات، ويرسم الملامح العامة لحياة عاشها الآباء والأجداد، حين دفعتهم الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي مروا بها إلى ممارسة العديد من المهن، واضطرتهم لإتقان واحتراف العديد من الصناعات اليدوية والحرف الشعبية في سبيل تأمين الرزق والعيش الكريم، وتحقيق الاكتفاء الذاتي الذي كان أساس الاستقرار.

وتنوعت الحرف والصناعات التقليدية بتنوع مقوماتها وفقاً لطبيعة مناطق الإمارات المختلفة وجغرافيتها، وازدهرت بعض هذه الصناعات حتى وصل إنتاجها إلى أقاصي الشرق والغرب بعد وصوله للأسواق الخليجية والأفريقية ولئن نرى اليوم أن بعض هذه الحرف والصناعات قد اندثر، فإن العديد منها مازال يمارس حتى يومنا هذا، حيث هناك نحو ثلاثين حرفة نسائية تقليدية وأكثر من عشرين حرفة شعبية يدوية مازالت تمارس داخل مجتمع الإمارات وتمثل مورد رزق للكثير من الذين يمارسونها.

أصالة وعراقة

من المعروف عن الشعب الإماراتي تمسكه بأصالته وعراقة عاداته وتقاليده المتوارثة، رغم تسارع المتغيرات التي تشهدها الحياة في مجتمعه ، فإنه يعرف عنه أيضاً تمسكه بالحفاظ على ماله علاقة بتراثه الشعبي لا سيما التراث المادي الذي يشمل مختلف الممارسات اليدوية والإنتاج التقليدي الملموس..

وشرح المؤلف في كتابه كل حرفة بطريقة منفصلة ومجالات استخدامها. ولا شك أن الجهد الطيب الذي قام به المُعدّ الذي عرف باهتمامه الكبير بتصوير الكثير مما له علاقة بالتراث فيه إعادة اعتبار لكل الذين احترفوا هذه المهن، وتقدير للذين ما زالوا يتمسكون بها، وفيه أيضاً شهادة على مآثر إنسان الإمارات الذي ما انفك يعطي ويبدع، ويواصل بناء الحضارة التي يريد.

Email