أشهرها «الليوا» و«المرواس» و«الكاسر»

صناعة الطبول.. إيقاعات فخر إماراتية

ت + ت - الحجم الطبيعي

«قرع الطبول» هو صوت الفرح والاحتفالات والانتصارات والمناسبات الوطنية التي ارتبطت بمجتمع دولة الإمارات قديماً، إذ تعتبر هذه الآلة الموسيقية الإيقاعية من الصناعات الوطنية التي لا تزال مستمرة إلى وقتنا الحاضر، وهي إحدى أهم أساسيات الفنون الشعبية في الإمارات، وتمثل كل إيقاع منها قصة فخر الإماراتي بهويته الخالدة.

يقول أمان خميس جمعة العشر، المتخصص بصناعة الطبول: «اشتهرت دولة الإمارات بصناعة الطبول منذ القدم، وتعلمت هذا الفن منذ الصغر، لا سيما من الآباء والأجداد الذين كانوا يجتمعون يومياً من أجل صناعة الطبول المختلفة الأشكال والأحجام، ومنذ حوالي 25 عاماً احترفت هذه الصناعة، وبدأت أمارسها ولديّ الكثير من الطبول التي أبيعها من منزلي الكائن في إمارة الشارقة».

خشب السدر

ويصنع الطبل من خشب السدر الذي يجوف بواسطة القادوم بشكل مخوصر، ويستخدم جلد الماعز «الشن» بعد تنظيفه من الشعر حيث يتم تخليله بماء وملح وينشف. وتعد الحبال من الشعر المفروك، وبعد تجهيز كل الأدوات يتم تركيب «الشن» فوق الخشب المدور على حلق الطبل من الجانبين وتتم خياطته وشده من الجانبين حتى يكون جاهزاً للاستخدام.

يشير العشر إلى أن المسمى القديم للطبل هو ذاته، ولكن تختلف مسميات كل منها على حسب أحجامها وأشكالها المتعددة، وطريقة استخدامها، فهناك «طبل الليوا» وهو طبل كبير الحجم يضرب عليه أكثر من شخص، ويصنع من خشب السدر، ويغطى بجلد البقر أو الثور، الذي يتصف بالسماكة القوية، وبالتالي يصدر صوتاً عالياً، وتستخدمه فرقة الليوا، أما طبل «المرواس» فيستخدم بالفن البحري.

، وهو من الطبول الصغيرة الحجم وتصنع من خشب شديد الصلابة، ويتكون مع قطعة متماسكة من ساق الشجر وتحفر من الداخل بإتقان لتكون على هيئة أسطوانة ذات جدار سميك، ويشد بالخيوط، ليصدر حين الضرب صوتاً إيقاعياً حاداً، بالإضافة إلى طبل «الكاسر» وهو طبل صغير الحجم يستخدم في لفرق الليوا وفن المديمة.

و«الطار» الذي يستخدم بالجلسات الشعبية. و«الصاقول» هو طبل صغير الحجم يتميز بصوته الحاد، وتستخدمه فرقة العيالة، أما طبل «السيندو» فيتمتاز بطوله الأسطواني، ويتم وضعه بين الأرجل والعزف عليه، ويستخدم في فن المديمة.

بالإضافة إلى الدفّ الذي يسمى «الطار» محلياً، ولها عدة أشكال واستخدامات أيضاً، ويستخدم من الجلد الرقيق وتأتي بأشكال مستديرة، وهناك أنواع مختلفة للطار منها «المرد» و«الدف»، «المخولف»، «الصاقول»، وجميعها يتم استخدامها بجانب الطبول في الموسيقى الشعبية، بالإضافة إلى «الطوس» وهي أداة إيقاعية مكونة من قطعتين من النحاس وتصدر صوت وأنين خاص.

أدوات الصناعة

يتحدث أمان العشر عن معدات صناعة الطبول ويقول: «ما زالت صناعة الطبول تعتمد على المعدات القديمة، عدا التطور الذي طرأ على جسم الطبول، حيث كان في السابق يستخدم خشب السدر المعروف بصلابته، أما اليوم فيستخدم البلاستيك السميك.

ومن ضمن المعدات المستخدمه؛ الخيط، ومنها الخيوط القطنية أو حبال جلد الماعز، و«البرشومة» التي تستخدم لإصدار الأصوات، و«الحلق» الذي يعلق به الطبل، و«الإبرة» التي نخيط بها الجلد لتثبيته على الطبل، و«القبضات» وتستخدم لتثبيت الطبل.

تقطيع الطبول

من جانبه، يتحدث حسن سالم محمد الظهوري، من إمارة رأس الخيمة، عن فن تقطيع الطبول، ويقول: «يعتمد الطبل على الجزء الأساسي والمهم وهو الجلد الذي غالباً ما يستخدم من جلد الماعز أو الثور، وتمر مرحلة تقطيع الطبول بعد تقطيع الجلد من الذبيحة، وغسلها بالماء واستخدام نبتة «العلق» الذي يستخدم في فرك الجلد وتحنيطه في مكان جاف وحار.

وبعدها نأتي بنبتة الحنظة ونفركها بالجلد ونتركها لمدة 12 ساعة، وبعدها يتم إزالة الشعر من على الجلد، ويوضع عليها نبتة «التلقيمه» أو الملحاق التي تجعل الجلد متماسكاً، وبعدها يتم ضرب الجلد بـ «المخرز» ويكون بذلك الجلد جاهز لخياطته على الطبل».

نبتة العلق

يشير حسن سالم محمد الظهوري إلى أن فصل الصيف هو الموسم المناسب لتقطيع الطبول، ومن ضمن الأدوات التي تستخدم في تقطيع الطبول هو حبل المريخ، المطواق، معالق الطبل، المشواط الذي يستخدم لزيادة جودة الطبول، بالإضافة إلى نبتة العلق.

Email