وثّق به عبدالله عبدالرحمن «ذاكرة المكان» أوائل التسعينيات

«الظّفرة البر والبحر».. جولات استطلاعيّة مختارة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يأتي كتاب «الظّفرة البر والبحر» مكملاً لرحلة العشق الصحفي لتوثيق التاريخ الشفهي، وذاكرة المكان في الدولة، حيث شرع الكاتب، خلال فترة عمله في صحيفة «الاتحاد» الإماراتية في أوائل تسعينيات القرن العشرين بجولات استطلاعيّة توثيقيّة لمناطق مختارة من أقصى الغرب إلى أقصى الشمال والشرق.

ومن خلال تلك الرحلات الصحفية الميدانية التي نشرت على مدى سنتين من 1992 إلى 1994، حاول الكاتب التعرف على جغرافية وطبوغرافية المكان وسمات البيئة الطبيعية والحياة الفطرية، عن طريق المشاهدات بالعين المجردة والانطباعات الحسية والشعورية المرتبطة بها.

حلّ وتّرحال

ولعل أبرز ما تسنَّى له توثيقه خلال تلك الرحلات هو «ذاكرة المكان»، وذلك من خلال روايات أهل المنطقة شبابا وشيوخا وكهولا، رجالا ونساء، وذكريات الحلّ والتّرحال بين ربوع تلك المناطق البرية والجبلية والساحلية، والجزر والرؤوس البحرية والمغاصات، وما شهدته من آثار ذلك التحول من البداوة إلى الحضارة.

ومن الترحال إلى الاستقرار، ورصد المشاريع التنموية التي كانت تمضي على قدم وساق لتغير وجه تلك المناطق في زمن ودأب قياسيين، جاعلة إياها شواهد لحرص قائد فذّ على نشر السعادة والرفاهية على كل ذرة من رمال هذا الوطن، ولكل فرد مقيم على أرضه.

امتزاج وتناغم

وتهدف هذه الجولات إلى استلهام روح المكان، والتعمق في السمات المميزة والمتفردة التي صنعها الامتزاج والتناغم بين الطبيعة والإنسان في كل بقعة من بقاع الإمارات، اللذين هما أشبه ما يكونان بدورة حياة تضمن تجدد وتجذّر الهوية الوطنية في نفوس أبناء الوطن، فالاكتشاف الميداني الحريص، والتفاعل والتواصل الإنساني، وتوثيق الماضي والحاضر والمستقبل، ومن ثمَّ إعادة الاستكشاف، هي أدوار متوازية ومتواصلة في عمر كل وطن ناجح.

ويرى المؤلف أن نشر الكتاب في (عام زايد 2018)، يقدم العديد من الدلالات على عمق التحول المدني والحضري الذي تعيشه دولتنا عامة، وإمارة أبوظبي ومناطقها مترامية الأطراف خاصة، تلك التي لم تكن لتنهض دون حكمة القيادة ورؤيتها الثاقبة، وصمودها أمام تحديات الزمن، وقهر الصحراء والبحر، ودون وحدة الشمل وتضافر الجهود، لتشع (الظّفرة) بالأنوار.

وهي ترفل برغد العيش للإنسان والحيوان والنبات، شامخة بالعمران والحضارة والخيرات، ومع كل نَفس تستنشقه أو تنبض به الحياة هنا، فهي تترحم على روح القائد والباني والزارع المغفور له الشيخ زايد «طيب الله ثراه».

Email