الحاصلة

سعيد الشحي: تراثنا أمانة وفخر للأجيال القادمة

ت + ت - الحجم الطبيعي

في ظل الحاضر الجميل والتطور الحضاري الذي تعيشه دولة الإمارات حالياً، ومع سيطرة الآلة على الكثير من الصناعات، إلا أن أبناء دولة الإمارات ما زالوا محافظين على الحرف التقليدية القديمة، التي تشكل الموروث التراثي الجميل لحياة الماضي.

ومنها عمل المواطن سعيد المر حريز الشحي (27 سنة)، على الحفاظ على الموروث الشعبي والحرفة التي ورثها عن أجداده والمتمثلة في الصناعة الفخارية التقليدية، التي سرعان ما طورها برؤية معاصرة ذات أبعاد تراثية.

ويقول صانع الفخار سعيد الشحي، نشأت على هذه الحرفة التقليدية التي كان يمارسها أجدادي ووالدي وأهالي مدينة رأس الخيمة.

وكنت أتابع عن كثب كيف كان والدي يصنع الأوعية والأواني من الفخار والطين المحروق، فبدأت بمزاولة هذه الحرفة عندما كنت في سن العاشرة، حيث كنت أقلد كل ما يقوم به والدي من خلال اللعب بالطين في السكيك، وتشكيل أوعية تشابه الفخاريات، إلى أن تحولت هذه الهواية إلى مهنة عملت على تطويرها بأسلوب عصري مختلف.

ويشير الشحي إلى أن صناعة الفخاريات تعتبر من الصناعات التقليدية التي ارتبطت بتاريخ وإرث دولة الإمارات، وما زال أهالي المناطق الشمالية محافظين على هويتها، ويقول: «ما زالت هذه الحرفة مستمره في المجتمع الإماراتي، ونحرص على المحافظة على هوية هذه الصناعة التي تروي في جزء منها وقائع الحياة قديماً لدى أبناء المنطقة.

حيث كانت تعتبر أحد مصادر الدخل، لذلك أعمل على تدريب النشء على هذه الحرفة، من خلال تقديم المحاضرات للأطفال، حيث شاركت في مهرجان الظفرة لمدة 14 يوماً، وأشارك في ملتقى زايد بن محمد العائلي، وغيرها من المعارض التراثية وفي المناسبات الوطنية».

ويضيف: «أعمل على إحياء هذه الحرفة والحفاظ على الموروث الشعبي للإمارات، ونقله للأجيال المقبلة، باعتباره واجباً وطنياً، أوصانا به المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فتراثنا هو أمانة وفخر لنا وللأجيال المقبلة».

هوية معاصرة

ويتحدث الشحي عن تطور صناعة الفخاريات في الإمارات، ويقول: «تطورت صناعة الفخاريات عن السابق، ولكنها ما زالت محافظة على هويتها التقليدية، وتبرز مظاهر التطور التي طرأت عليها من خلال إدخال النقوش والزخارف والأشكال الجديدة، عدا عن تنوع أدوات الزينة والطلاء».

ويحتفظ الشحي بعدد من القطع الفخارية الأثرية التي تعود إلى أكثر من مئة عام، ومنها؛ الخرس والمدخن، ويقول: «لدي أكثر من مئة نوع من القطع الفخارية».

دقة وصبر

عن صناعة الفخاريات قال سعيد الشحي، «تحتاج صناعة الفخار إلى الدقة والصبر، وتبدأ صناعة الفخار برحلة البحث عن الطين، الذي نأتي به من رؤوس الجبال في منطقة رأس الخيمة، حيث يوجد الطين الأخضر والأحمر.

وبعد أن نختار الطين المناسب الذي تستغرق رحلة البحث عنه لأيام، نعمل على طحنه ونخله، ونخلطه على هيئة عجينة، وبعدها تأتي مرحلة تشكيل العجين بحسب الشكل المراد تشكيله، وصولاً إلى مرحلة الحرق، التي تتم بتجميع القطع الفخارية ووضع الحطب عليها وحرقها، لتكون بذلك القطع الفخارية جاهزة للتزين».

 

Email