آمنة الرميثي صاحبة مشروع «الجدايل الأنيقة»:

تراث الإمارات بجهود قادتنا لن ينضب

آمنة الرميثي تعرّف بالأزياء التراثية العريقة لدولة الإمارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

قبل نحو ثماني سنوات، قررت المواطنة آمنة محمد علي الرميثي، التي تنتمي إلى مشروع الأسر الوطنية المنتجة، التابع للاتحاد النسائي العام، أن تشق طريقها في سوق العمل، معتمدةً على هوايتها المتمثلة في صناعة الملابس التراثية، وشغفها المتأصل بإحياء التراث الإماراتي، وتعزيز الهوية الوطنية والعادات والتقاليد في نفوس الأجيال الحالية، التي سرعان ما فتح لها مجالاً واسعاً من الراحة النفسية والكسب المالي، لتصبح في غضون سنوات معدودة ضمن قائمة سيدات أعمال الإمارات، وترى الرميثي أن «تراث الإمارات بجهود شيوخها وقيادتها الرشيدة لن ينضب، وسيبقى هو الموروث الذي يذكّر برحلة التطور والبناء».

الجدايل الأنيقة

الرميثي بدأت مشروعها المتواضع برأس مال قدره 5 آلاف درهم، واليوم تجاوزت أرباح المشروع الذي يحمل علامة «الجدايل الأنيقة» مليون درهم، وآمنت منذ البداية بأن الملابس التراثية الإماراتية هي الهوية التي لن تنضب، وبحكم عملها في الاتحاد النسائي العام، فإن دورها يتمثل في تربية وتعليم الأجيال على التمسك بالعادات الأصيلة وأصول السنع، لذلك اختارت البدء بمشروعها التراثي، الذي يعتمد على الكندورة الإماراتية والدخون والعود والعطور والتلي وشيل الحرير، وعن ذلك قالت: «آمنت منذ البداية بنجاح المشروع، وبدأت برأس مال متواضع، ولم ألجأ إلى الاستدانة من أحد، ولله الحمد، شاركت في العديد من المهرجانات والمعارض على مستوى الدولة وخارجها، منها: مهرجان الشيخ زايد التراثي، ومهرجان الحرف والصناعات التقليدية، والمهرجان الذي أقيم في منتزه خليفة، وغيرها من المهرجانات والمعارض التراثية، ولديّ زبائن كثر يأتون إلى منزلي لشراء القطع والمنتجات التي أصنعها لهن بلمسات أنيقة تراثية، وإلى اليوم لم أفكر في تأسيس محل خاص بي، خشيةً من الديون، فأكتفي بالمشاركات الخارجية والتسويق لمنتجاتي عبر حسابي الإنستغرامي (الجدايل الأنيقة)».

واجب وطني

وعن طريق صناعة الملابس، تسعى الرميثي إلى إحياء التراث، وتقول موضحةً: «أوصانا المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان على المحافظة على تراث آبائنا وأجدادنا الأولين، كما حرصت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» على التمسك بتفاصيل هذا الموروث، وفي الماضي كانت الملابس التراثية هي الماركات الأفضل والأجود لأهالي الإمارات، لهذا أعمل من خلال انتسابي إلى دار زايد للرعاية الأسرية على تعريف الفتيات بالأزياء التراثية العريقة لدولة الإمارات، ومنها أعمل على تعزيز التراث الإماراتي في نفوس الأجيال الجديدة، فتراث دولتي بجهود شيوخنا وقيادتنا الرشيدة لن ينضب، وسيبقى هو الموروث الذي يذكّرنا برحلة بناء وتطور الدولة، فلكل رحلة نجاح بداية، وتراثنا هو نقطة بدايتنا نحو العالمية».

«أم الخدود» و«دمعة فريد»

وتعتمد الرميثي على أجود أنواع الأقمشة في صناعة الكندورة الإماراتية التي تشتهر بها، وتستورد أقمشتها من الهند ولندن وألمانيا، وتأتي عباية «أم الخدود» المصنعة من أقمشة الساري أو البشت وتزينها خيوط «الزري»، أما عباية «أم الغيطان» فتصنع من البريسم، إضافة إلى الثياب المزينة بالتلي الأصلي، وتشتهر بالبراقع المصنوعة من «الشيل»، وشيل الحرير و«المنقد» وأقمشة المخاوير، التي تتنوع أسماؤها مثل بوطيرة، الرفرف، المزري، دمعة فريد وأبو قلم، ونقوش المخاوير التي تسخدم فيها خيوط التلى الأصلية وتصنع منها «السراويل».

وتشير الرميثي إلى أن سوق الملابس التراثية ما زال يشهد إقبالاً كبيراً من قبل المرأة الإماراتية، التي ما زالت متمسكة بتراثها، وكذلك الفتيات الصغيرات في العمر اللاتي يقتنين الملابس التراثية لدولتهن.

تجد الرميثي السعادة والراحة النفسية، وهي تقضي وقتها في المنزل منشغلة بمشروعها وتصاميمها التراثية وخلطات الدخون والعود والعطور الزكية التي تحضرها بنفسها، وتقول: «لا يوجد لدي وقت فراغ، وأنا سعيدة لأني امرأة منتجة وأعمل من خلال المنزل على تطوير مشروعي والإشراف على العمال الذي يساعدونني في تصاميمي التراثية الأنيقة، فعلامة «الجدايل الأنيقة» اسم يدل على الذوق التراثي الأنيق، الذي أحرص عليه في كل قطعة تخرج من معملي المتواضع للجمهور، فرائحة التراث والجودة هما الأساسان بالنسبة إليّ، ولله الحمد حظيت منتجاتي باستحسان الجميع، ولدي شعبية كبيرة أفتخر بها، فكل الشكر لقيادتنا الرشيدة».

Email