الدهريز

الطب الشعبي في التراث الإماراتي 5 - 1

ت + ت - الحجم الطبيعي

يُمثّل الطب الشعبي جانباً مهماً من المعارف الشعبية خلال الفترة التي سبقت دخول الخدمات الصحية الحديثة إلى الإمارات، ورغم انحساره بشكل واضح خلال العقود الأربعة الأخيرة من حياة الناس لوجود البديل الأفضل والأنجع، إلا أن البعض لايزال يلجأ إليه في الحالات التي لايُجدي معها الطب الحديث وأحياناً لحماسته للطب البديل، الذي يقوم على أسس علمية، والذي أصبحت له عيادات مرخصة من قبل وزارة الصحة ووقاية المجتمع.

وقد عرّفت منظمة الصحة العالمية الطب الشعبي بأنه «مجموعة المعارف والمهارات والممارسات القائمة على النظريات والمعتقدات والخبرات الأصيلة التي تمتلكها مختلف الثقافات، والتي تُستخدم للحفاظ على الصحة، والوقاية من الأمراض الجسدية والنفسية».

أما فلسفة الصحة والمرض والعلاج السائدة في مجتمع الإمارات منذ عصر الإسلام الأول فهي مستقاة من تعاليم الدين الإسلامي الذي يمثل إطاراً مرجعياً للمعتقدات والمعارف والقيم.

أ- فالصحة هي نعمة من الله تعالى ينبغي أن يُحافظ عليها الإنسانُ، ويشكر اللهَ عليها باستغلالها في الطاعات.

ب- وأما المرض فقد وُجد لحكمةٍ ربانية، فهو نذيرُ الموت للكائن الحي، وهو ابتلاءٌ من الله لعباده المؤمنين.

ج- والعلاج أمرٌ مشروعٌ بل مأمورٌ به، فعلى المرء أن يسعى لاستعادة صحته إذا فقدها لِما في ذلك من مصالحَ ظاهرةٍ، بحيث تكون طرقُ المعالجة مشروعةً ليس فيها مخالَفةٌ للشرع، كالاستعانة بالسحرة والشعوذة.

وقد وردت هذه المفاهيمُ في القرآن الكريم والسنة النبوية، وأصبحت في مجملها تشكل فلسفةً للصحة والمرض لعموم المسلمين.

ورغم بساطة هذه التصورات وخلوها من التعقيد إلا أن لها مردوداً إيجابياً على الصحة النفسية فهي تهب الطمأنينة والرضا بالقضاء والقدر، كما أنها تحفز المرء على السلوك السوي في الحياة دون التواكل أو إهمال الأسباب المؤدية لاكتساب الصحة والوقاية من المرض.

Email