بمناسبة انتهاء عام الخير

زراع الخير

ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة القصيدة PDF أضغط هنا

يا زارعَ الخيرِ في أرضِ الألى عطشوا

لمثلِ فعلك يا ابنَ السادةِ النّجبِ

 

سقيتهمْ طيّباً من فيضِ ما غدقتْ

يداك تسقي المنى من صيّبٍ عَذِبِ

 

تُطفي لهيبَ الظّما من كفّ صادقةٍ

للخيرِ فعّالةٍ في السلمِ والحَرَبِ

 

فيا خليفةُ يا طيباً نتيهُ بهِ

على الملا خيّراً يشدوهُ كلّ أبي

 

كم قد بذلتَ وكم أعطيتَ سابغةً

من المكارمِ تحدو الخيرَ من رَغَبِ

 

أعطيتَ أنفقتَ لا تبغي به بدَلاً

تُعطي بلا سببٍ أو كانَ من سَببِ

 

يندى بك الفجر في وقتِ النّدى سحَرَاً

حتّى غدا الفجرُ من لقياكْ في طربِ

 

عُجنتَ بالخير حتى صرتَ حاتَمهُ

بل فقتَ حاتمَ يا همّالةَ السُّحُبِ

 

خليفةَ الجودِ يا من قلَّ من شَبهٍ

مثيلُهُ لو بحثنا ساعةَ الكَرَبِ

 

من ذا يجاري دفيقَ الحبِّ زاخرةً

عيونُهُ بالمنى والشّهدِ والعذِبِ

 

أو من يجاريَ شهماً صاغ أسهمهُ

في أنفسِ الناسِ من ماسٍ ومن ذهبِ

 

يا ابنَ زايدَ من ياسٍ إذا انتسبوا

نعمَ الخيارُ ونعمَ الأصلُ من نَسَبِ

 

أفدتَ منهمْ صنيعَ المكرماتِ سناً

كالنورِ أوضحُ من بدرٍ ومن شُهُبِ

 

حتى غدوتَ مثالاً للخيارِ ويا

مَنْ سال كفُّك بالخيراتِ كالعبَبِ

 

ويا محمّدُ يا نعمَ الرفيقُ لهُ

في السانحاتِ وحين الحال في نَصَبِ

 

مددتَ فكراً له تسندهُ في صُدُقٍ

حتى غدوتَ لنا في هامةِ الشّهبِ

 

تشدوهُ لحنَ الوفا يا حيّهُ نغماً

يجلو عن النفسِ أوضاعاً من التّعبِ

 

كم وقفةٍ لكَ منْ أجلِ الوفاءِ لهُ

تحكى لنا سيرةً في باطنِ الكتبِ

 

أو نفحةٍ لك كالأزهارِ نرسمُها

في صفحةِ المجدِ آياتٍ من الذّهبِ

 

فأنتما في سما العلياءِ أمثلةً

للخيرِ للبذلِ للإخلاصِ في الأرَبِ

 

إذ تنشدانِ ثوابَ الخيرِ قاطبةً

وتبغيان الرضى من لهفةِ الرّغَبِ

 

جزاكما الله خيراً من خزائنِهِ

ندعوهُ ربَّ الملا في غايةِ الطّلَبِ

 

وأنت من معشرٍ طابتْ مكارُمهمْ

حتى غدوا شامةً غرّاءَ في العربِ

 

هم الذين بنوا بالصدق دولتَهمْ

همْ ورّثوكَ خصالَ الصدقِ والحسبِ

 

حتى درجتَ على ذاتِ الخصالِ رؤىً

من فيضِ ما نفحوا بالفكرِ والأدبِ

 

يا ابنَ راشدَ يا ابنَ الفخرِ يسعدُهُ

أن يطلقَ الصرخةَ المثلى لكلّ أبي

 

تدوي بأذنِ الذّرى كالنايِ صادحةً

تدعو لنيلِ العلا في موكبٍ رَحِبِ

 

تدعو لبذلِ الذي يبقى لهم أبداً

أجراً عميماً بيومِ الموقفِ الصّعبِ

 

محمد الخيرِ يا منْ جلّ تسميةً

باسمِ الحبيبِ الذي يسمو على الرّتبِ

 

جزاك ربّكَ بالأفعالِ غاديةً

تسقي ربى روضِكَ المعطارِ من وهَبِ

 

كفّا أبي خالدً في الخيرِ تُبهرُني

حتّى أبيتَ قريرَ العينِ والهُدُبِ

 

أناظُر المشهدَ النوّارَ عن كثَبٍ

إذ قدْ تخلّدَ في فكري وفي أدبي

 

يشدو بها صرخةً في أذنِ سامعِها

تطوي المدى رغبةً في أنْ نرى عربي

 

ينسابُ منهُ السّخا للناسِ أجمعِهمْ

يروي المدى صيّباً من غادقٍ عَذِبِ

 

يمتدُ بالخيرِ معنى لا حدودَ لهُ

أطفى به من لظى العاني ومن سَغَبِ

 

يداهُ قد سلمتْ يا حيّ ما حملَتْ

من العطايا التي تقضي على النُّوَبِ

 

فإن مثلَ وليِ العهدِ قد بَعُدَتْ

خطاهُ عنّا فلم يسمعْ ولم يُجبِ

 

إلّا سواه رعاه اللهُ من رجلٍ

شفيفِ قلبٍ لهُ كرقّةِ العنبِ

 

يطيرُ منْ فرحٍ إن وفّقتْ يدُهُ

من دفعِ حالِ ضنىً في شدةِ الكَرَبِ

 

تنهلّ دمعتُهُ في خدّهِ ألماً

عمّا ينوءُ بهِ منْ بالغِ العتَبِ

 

كمْ ذا يلومُ لها نفسَـاً تؤرّقهُ

يريدها كالمزونِ الغرّ في السَّكبِ

 

يا منْ سكنتَ قلوبَ الشعبِ كلهمِ

رمزَ التواضعِ يا ابنَ الخيرِ والحسَبِ

 

تعطي عظيمَ العطا من فيضِ ما سكبتْ

يداكَ منْ سائغٍ بالفعلِ لا الخُطَبِ

 

تبدو كأنكَ في دنيا الورى زحلٌ

تنيرُ داجي المدى من عتمةِ الحُجُبِ

 

رعاك ربّكَ في حِلٍ ومرتَحَلٍ

بحفظهِ منْ عنا الأوقاتِ والنّصبِ

 

Email