فيض هوجاس

ت + ت - الحجم الطبيعي

الليل كِحْل المدينه وِالْبَحَرْ لا هَبّ نِسْناس

يخفي تجاعيد وَجْه اليابسه باطراف ثوبه

وانته وانا وِالنِّجُوْم اللَّي على الشِّبَاك حِرّاس

نجمَع نقيضين ونفصِّل لهم دِبْلَةْ خطوبه

الكون كِلّه يدير حْوار بين اثنين جِلاَّس

والفِكْر يحْطِبْ وزَنْد الشِّعْر ما تبرِد شبوبه

يا كِثْر نِقَّادي اللَّي يضربون اخماس باسداس

يمشون مِثْل العمي وِانْ عَيِّنَوْا شَي ٍ غدوا به

قصيد ما هو فَخَرْ والاَّ غَزَلْ في قَدّ مَيَّاس

في عِرْفهم ذَنْب يلْزَم مِنْه كَفَّاره وتوبه

وان كان ما هو بكِلّ أصْفَر ذَهَبْ كِلّ اصْفَرْ نْحَاسْ

طَيِّب صفَار الشِّعاع الحَيّ وش كانت ذنوبه

الشِّعْر حِمّى تدِبّ مْن القَدَمْ لا فرْوَةْ الرَّاسْ

وِتْعَلِّم الجِسْم كيف الجَدْب عربون الخصوبه

والشِّعْر مقياس لكِن ما لِذات الشِّعْر مقياس

لا ينجي مْن العِقَاب وْلا يوَدِّيْ للمثوبه

والشِّعْر فردوس في ضِفّةْ نَهَرْ من لول والماس

لكنّ مَا له طريق إلاَّ على جِسْر العقوبه

أوّل فَرَاشه قتَلْها النُّوْر بَسّ النُّوْر نِبْراس

ولليوم وِاللَّي تشوف مْن الْفَرَاشْ يْطِيْر صوبه

يا صاحبي قوم وَارْسِمْ لك وطَن من فَيْض هوجاس

وِازْرَعْ تعاليم فِكْرِكْ من شمَالِهْ لا جنوبه

وانْ مَرّ بالك طَرَاقي فِكْر لا يَدْخِلْك وِسْوَاسْ

انْت بْدِوِيْ وِالْبَدُوْ لا مَرّ طِرْقي رَحِّبَوْا به

أحْرَمْك هَمّ العَرَبْ ثنتين: راحَة بَال وِنْعاس

واعطاك ما لا عَطَى عَشْرات الافواه الكذوبه

Email