يتمتع البودكاست بالكثير من السهولة، وسرعة الوصول للجميع، ليحقق نجاحات كبيرة، وفي سؤال الاستطلاع الأسبوعي على شبكات التواصل الاجتماعي، وهو: هل يلعب البودكاست دوراً إيجابياً في إثراء وتطوير الحراك الثقافي المحلي، جاءت النتائج كالتالي: على الموقع الإلكتروني 59 % نعم و41 % لا، وعلى «تويتر» 47.3 % نعم 52.7% لا.

«البيان» التقت بعض رواد ومقدمي قنوات بودكاست، للتعرف على أهم التحديات وسبل التطوير المتوقعة.

شخصيات شباب

من جهته، أشار السيناريست محمد حسن أحمد ومؤسس منصة "صفر" ومقدم في بودكاست "دفتر"، إلى أن المحتوى الخليجي وخصوصاً الإماراتي قليل جداً بمقارنة بالمحتوى الحاضر عالمياً، وقال: وجود بودكاست يتناول حوارات مع شخصيات إماراتية في مجالات متنوعة، مثل «بودكاست دفتر» يضعني في مسار تقديم الإنسان والمكان في دولة الإمارات من حوارات تحمل وجودنا وحضورنا تحت سقف هذا العالم، وأحاول أن أقدم حضور المجتمع وتطوره، وفي كل حديث ضمن التنوع لا نتوجه إلى تقديم حلول ومعالجة ونقد، بل نذهب إلى إجراء حوار فكري عفوي يبقى كونه شاهداً للتاريخ حول مجالات متنوعة وكثيرة. وأغلب ضيوفنا شخصيات شباب أو ممن عاصروا التحولات الكبيرة.

وفي كل الحلقات نحن نتحدث عن دولة الإمارات بشكل عام، ولا ننتمي فيه لأي توجه أو مؤسسة، ولا نعبر سوى عن دولتنا، وتأتي تلك الأهمية بعد 50 سنة من عمر الدولة، كي نعبر عن إنجازاتنا وحضورنا في هذا العالم بما نحمله من قصص وأفكار.

إبداع

وأضاف أحمد : التحديات هي جزء من الفعل الإبداعي، وكوننا لا ننتمي إلى مؤسسات وميزانيات، فنحن نواجه تحدياً هو: كيف نقدم أنفسنا بشكل احترافي وكيف نقدم عملاً بقيمة عالية بأقل الإمكانات، لنؤكد أن المحتوى هو البطل، ونأمل أن نكون رقماً مهماً في صناعة المحتوى لنصنع أفلام تسجيلية وبرامج قصيرة للسوشيال ميديا وبودكاست لنقدم الإمارات للعالم بصورة أصيلة ومستقلة، وبدوري أشكر المساهمين وأذرع الإنتاج التي تعمل معنا والعدد الكبير من صنّاع المحتوى، الذين يشاركوننا التحدي الأهم الذي هو أن نقدم المحتوى، الذي يجعل الآخر يعرفنا أكثر بالاسم ويعرف قصصنا والبيئة المحيطة بنا وشكل حياتنا وكيف نفكر ونحلم وألا تكون لديه صورة واحدة عن الإمارات.

ثقافية عربية

يقول هاني طرابيشي، معد ومقدم في قناة «ريادتي بودكاست»، التي تعنى بالمواضيع الثقافية العربية وتوفير مساحات لعرض الفكر الريادي: يتميز البودكاست بسهولة الاستماع كونه ملفاً صوتياً ومن الممكن الاستماع إليه في أي وقت سواء خلال القيادة أو القيام بأعمال منزلية أو الرياضة أو العمل على الكمبيوتر، وهذا يعني أنه لديه ميزة اختراق كبيرة وقدرة عالية لتطوير الحراك الثقافي والمعرفي في المجتمعات العربية. البودكاست يتطلب فقط حاسة واحدة (السمع) بينما الفيديو يتطلب حاستين، وبالتالي فالشباب المحبون لعمل عدة أشياء بالوقت نفسه يحبذون البودكاست.

ظاهرة جديدة

وفي السياق نفسه، تحدث طرابيشي عن التحديات وقال: البودكاست هو ظاهرة جديدة في البلاد العربية وستأخذ وقتاً إلى أن تصبح عادة عند المستمعين، وبما أنه يغطي المنطقة العربية والناطقين بالعربية في بلاد الغربة فاللهجة الناطقة للبودكاست يجب أن تراعي هذا الأمر، وكذلك الحال بالنسبة للضيوف، يجب أن نراعي كونهم من مناطق عدة في البلدان العربية، وإعطاء مساحات متساوية لكلا الجنسين، إضافة إلى تحدي عدم الحصول على تغذية راجعة، ومعرفة ردات الأفعال المتأخرة لنوع الحلقات.