نورة الكعبي لـ«يورو نيوز»:

صناعة الثقافة تعزز دور الإمارات عالمياً وتسهم في جهود الاستدامة

ت + ت - الحجم الطبيعي

وصفت أشهر الوكالات الإخبارية بأوروبا «يورو نيوز» المشهد الثقافي والفني بدولة الإمارات قبل الجائحة العالمية كفضاء نابض بالحياة، ثري، ومتعدد الأوجه، استُثمر كمركز للمبدعين الإقليميين الناشئين من الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا لمشاركة أعمالهم. وبشكل متوازٍ، وبقيادة معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب تم الحفاظ على نشاط المجتمع الثقافي خلال أزمة كوفيد-19 بدعم الدولة لفنانين مقيمين عبر 25 مجالاً ابتكارياً في القطاع الإبداعي من خلال تقديم حوالي 140 منحة مالية.

ووصفت الشبكة الأوروبية الكعبي بأنها أحد أشد المدافعين عن تنمية الفنون محلياً وعالمياً، إذ تنظر لصناعة الثقافة والابتكار كوسيلة لتعزيز دور الدولة في جميع أنحاء العالم ناهيك عن المساهمة في الجهود المحلية نحو الاستدامة والازدهار.

متناول الجميع

وأكدت وزيرة الثقافة والشباب أن استجابة الإمارات للجائحة جاءت كمثال على المرونة الثقافية، وبالنظر إلى المشهد الفني لما بعد الجائحة تعتقد معاليها أنه سيتم الاستفادة من الممارسات التي تم تطويرها أثناء فترة الوباء، قائلةً: «إن ميزة الحصول على محتوى خاص أو أعمال (تتجاوز) حدود المعرض الفيزيائي وتذهب لأبعد من ذلك... هي كيفية الاستفادة من مثل تلك المنصة»، مضيفة إن دور الثقافة يكمن في أن تكون في متناول للجميع وألا تكون حصراً للأفراد الذين يمكنهم السفر أو زيارة المتاحف.

وأوضحت أن وزارة الثقافة والشباب تعمل عن كثب مع مع وزارة الاقتصاد لتطوير حماية حقوق الملكية الفكرية والسياسات الأخرى لتأمين الأفكار الأصلية للفنانين، مشددة على أهمية نشر الوعي لدى الفنانين حول كيفية حماية أعمالهم، معربة: «في الوقت الحاضر القطاع نابض بالحياة ويتقدم حتى على قطاعات أخرى تساهم في الناتج المحلي الإجمالي».

تواصل ثقافي

العام الماضي، فازت دولة الإمارات بشكل مستحق بعضوية المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، وهو مجلس مكرس للحفاظ على الكيانات الثقافية وتمكينها على مستوى العالم. وقبلها بعام، أي خلال 2018 وقعت الدولة اتفاقية قدمت فيها 50 مليون دولار لإعادة بناء التراث الثقافي بمدينة الموصل بما فيه مسجد النوري الشهير في المدينة ومنارة الحدباء. وفي معرض حديثها، أشارت نورة الكعبي إلى أن دولة الإمارات عضو نشط في منظمة يونسكو ومساهم حقيقي في إعادة بناء المواقع التاريخية، كما انتقدت الاستخدام المسيء للثقافة وضرورة عدم ربطها بجدول أعمال سياسي أو أيديولوجية معينة.

معاهدة السلام

ولفتت الشبكة العالمية لحدث مهم شهده العالم، ألا وهو زيارة البابا فرانسيس التاريخية للعاصمة أبوظبي وترؤسه مؤتمر الأخوة الإنسانية الجامع بين الأديان، فضلاً عن القداس الخارجي الذي حضره أكثر من 135 ألف كاثوليكي. وبذلك تأمل دولة الإمارات أن تعكس معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل مساحة ترحيب وتبادلاً للمعرفة ووجهات النظر بين الجانبين. وتطرقت الكعبي لاهتمامها بشكل خاص بالتبادل الثنائي في ما يتعلق بالأدب، لمعرفة نظرتنا للأدب الإسرائيلي، وبالمقابل كيف يمكن للإسرائيليين النظر للأدب العربي، قائلةً: «دعونا نرَ ذلك خلال الخمسين عاماً المقبلة»، وهو ما يمكن قراءته كآمال معقودة أن يطور الأطفال في دولة الإمارات اليوم مستوى جديداً من الفهم الثقافي مستقبلاً.

عند سؤال معالي نورة الكعبي وزيرة الثقافة والشباب عن كيفية توطيد التعاون بين الصناعة الإبداعية والاقتصاد، ذكرت مثالاً بالتراخيص الممنوحة لأصحاب الأعمال الحرة والشركات الصغيرة التي تشمل صانعي الأفلام والمحررين وفناني الماكياج، وغيرهم. وبالتالي هي رخصة تجارية تؤسس لبيئة أعمال توجد فرص عمل ووظائف إبداعية في القطاع المستهدف. وتلفت معاليها إلى وجود العديد من المؤسسات وآلاف الوكالات الإعلامية والإبداعية داخل دولة الإمارات التي تتطلب النظر فيها عن كثب والتركيز عليها.

Email