أحمد الحمادي: الخطط الاستباقية مكّنت قطاع النشر في«دبي للإعلام» من استيعاب تداعيات الجائحة

«وان إيفرا» يناقش آثار «كوفيد 19» على الإعلام

أحمد الحمادي

ت + ت - الحجم الطبيعي

محاور عدة طرق أبوابها مؤتمر الاتحاد العالمي للصحف وناشري الأنباء «وان – إيفرا»، الذي انطلقت دورته الـ 15، أمس، افتراضياً.

حيث هيمنت تداعيات أزمة «كوفيد 19» على برنامج المؤتمر الذي يواصل اليوم فعالياته الافتراضية، بمشاركة عدد من صناع القرار والفاعلين على الساحة الإعلامية، فقد كانت الأزمة حاضرة في إطار عدد من الجلسات التي سلطت الضوء على تأثيرها على القطاع الإعلامي، وطرق تعامل الإعلام معها، في ظل التطور التقني الذي يشهده العالم.

«إعادة ضبط العمل أثناء تفشي فيروس كورونا»، كانت واحدة من أبرز الجلسات التي شهدتها الدورة الافتراضية، حيث أقيمت بمشاركة أحمد الحمادي، المدير التنفيذي لقطاع النشر في مؤسسة دبي للإعلام، ومحمد عليان، رئيس مجلس إدارة الشركة الأردنية المتحدة للصحافة، وأدارتها صانعة المحتوى، لارا أيوب، خبيرة في استراتيجيات وسائل التواصل الرقمية، والذين سلطوا الضوء على طبيعة الخطط التي مضت فيها وسائل الإعلام خلال أزمة «كوفيد 19»، مقدمين نظرة خاصة حول منظور العمل الإعلامي في مثل هذه الظروف.

قرارات صعبة

وأكد أحمد الحمادي، أن قطاع النشر في العالم واجه على مدى السنوات الماضية تحديات كبيرة، تعاملت معها المؤسسات الإعلامية عبر استراتيجيات مختلفة، غير أن جائحة (كوفيد 19)، عززت من هذه التحديات وأربكت خطط المؤسسات الإعلامية التي لم تكن استراتيجياتها قادرة على التعامل مع التداعيات الشاملة التي أحدثتها الجائحة.

وأضاف أحمد الحمادي : اتبع قطاع النشر في مؤسسة دبي للإعلام نهجاً استراتيجياً مدروساً لاحتواء تداعيات (كوفيد 19)، وهو ما تجسد في سلسلة الإجراءات الاستباقية التي تم تنفيذها لتقليص الأضرار التي قد تلحقها الجائحة بالقطاع، وفي نفس الوقت العمل على استغلال الفرص التي خلقتها ظروف الإغلاق لتعزيز تواجدنا وانتشارنا على كافة المنصات الرقمية، وقد أثمرت هذه الاستراتيجية تحقيق نتائج متميزة.

وقال: استفدنا في قطاع النشر بمؤسسة دبي للإعلام من قيامنا بشكل مبكر بالتعامل مع التحديات التي واجهت القطاع قبل جائحة كورونا بسنوات عديدة، حيث كنا من أوائل المؤسسات الإعلامية في المنطقة التي استثمرت بشكل مكثف في المنصات الرقمية، ما أكسبنا تفوقاً نوعياً في هذا المجال، وقد تعزز هذا التفوق خلال شهور الجائحة.

واستعرض الحمادي في مداخلته في المؤتمر تجربة قطاع النشر في مؤسسة دبي للإعلام، حيث قال: «قمنا خلال السنوات العشر الماضية، بالعمل على مواجهة التحديات الكثيرة التي واجهت صناعة النشر، من خلال العمل بشكل مستمر على تعزيز مستويات الأداء والكفاءة والارتقاء بالمحتوى الإعلامي، وهو ما أثمر عن احتلال صحيفتي «البيان» و«الإمارات اليوم» مراكز الصدارة في الإعلام الإلكتروني.

كما تم بالتزامن مع ذلك اعتماد نهج يجمع بين تحقيق قدر عال من الكفاءة المالية ومرونة في التعامل مع التحديات والصعوبات. وقد مكن هذا النهج قطاع النشر بمؤسسة دبي للإعلام من التعامل بمرونة عالية مع تداعيات (كوفيد 19)، ففي مرحلة الإغلاق قمنا وبشكل مؤقت بوقف إصدار النسخة الورقية من «البيان» و«الإمارات اليوم» واستبدالها بأخرى رقمية أو نسخة «بي دي اف».

والاعتماد على قاعدة بياناتنا لتوفيرها للمشتركين، الأمر الذي توج بزيادة نسبة الإقبال على المحتوى الإعلامي الرقمي الذي يقدمه قطاع النشر في مؤسسة دبي للإعلام بنسبة تراوحت بين 20 إلى 25%.

وتابع: بمجرد استئناف الأنشطة وعودة الحياة الطبيعية في الدولة، تمت مراجعة قرار إيقاف طباعة النسخة الورقية، ومعاينة النتائج التي ترتبت على ذلك وتقرر استئناف طباعة النسخة الورقية من الصحيفتين لتكونا على مدار 5 أيام في الأسبوع، وإبقاء العدد الأسبوعي من صحيفتي البيان والإمارات اليوم كنسخة رقمية.

وبيّن الحمادي أنه تم خلال فترة وقف الطباعة، تطوير تطبيق خاص يوفر للمشتركين به، نسخة الصحيفة الرقمية، ما ساهم في إبقاء القراء على تواصل دائم معها، بغض النظر عن أماكن تواجدهم، حيث بات بإمكانهم الوصول إلى الصحيفة في أي وقت، ومن أي مكان، وبسعر الاشتراك العادي نفسه».

التعامل بقوة

من جهة أخرى، أكد الحمادي أهمية التعامل بقوة مع التحديات التي تواجه القطاع الإعلامي. وقال: «بتقديري أن هذه التحديات تتطلب منا التعامل مع القضايا بطريقة أكثر احترافية، لاسيما في هذه الظروف التي تواجه صناعة الإعلام وما نشهده من تطور تقني، حيث تحول الجميع إلى مصدر للخبر».

تحديات كبيرة

أما محمد عليان، فأكد ضرورة التعلم من أخطاء السنوات العشر الماضية. وقال: «أعتقد أن أزمة «كوفيد 19»، كشفت لنا عن نوعية الأخطاء التي وقعنا بها خلال الفترة الماضية، لذا أصبح لزاماً علينا الانتباه إلى التفاصيل، والتعامل بحذر مع ما يتدفق من أخبار وتقارير إعلامية»، ونوه إلى أن «كوفيد 19» كانت بمثابة فرصة لأن يعطي الإعلام أفضل ما لديه، وأن يعاين واقعه ومكانته.

وقال: «نواجه في القطاع الإعلامي تحدياً كبيراً في الحصول على المعلومة الصحيحة، مع الانتشار الواسع للأخبار وسرعة تدفقها، ولذلك كان علينا أن نركز كثيراً، لا سيما في بداية أزمة «كوفيد 19»، على مستوى الجودة في عملنا الصحافي، والمحافظة على معاييرنا الخاصة، لنتمكن من تقديم المعلومة الصحيحة للقارئ».

عليان أكد أهمية ما تقدمه التكنولوجيا للقطاع الإعلامي، داعياً في الوقت نفسه إلى التعامل الحذر مع كل أنواع الخبر، في ظل ما نشهده من اتساع في عمليات النشر، كما دعا عليان، إلى ضرورة توظيف البيانات واستخدامها في تطوير العمل الإعلامي.

وقال: «لقد وفرت لنا التكنولوجيا وشركات مثل غوغل وفيسبوك، كمية بيانات ضخمة، يجدر بنا الاستفادة منها وتوظيفها بطريقة قادرة على خدمة العمل الإعلامي». يوم المؤتمر الأول، شهد عقد جلسات أخرى، ناقشت أهمية تعامل الإعلام مع البيانات، واستعرضت أيضاً تجربة «مبادرات غوغل» المتعلقة بالقطاع الإعلامي، وكذلك تأثير إعادة تصور مكان العمل على طبيعة العمل الصحافي، وتوقعات شكل العمل الإعلامي ما بعد «كوفيد 19».

 

Email