شاهد.. الحاجز المرجاني العظيم يتراجع إلى النصف ويفقد لونه

ت + ت - الحجم الطبيعي

علامات الحياة في الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا بدأت تختفي، فلم يعد للشعب المرجانية ألوان، وباتت في الغالب بيضاء، لا حياة فيها، كما أن مناطق كثيرة من هذه الشعاب، اختفت.

الباحثون في مركز "إي أر سي" لدراسة الشعاب المرجانية، قالوا في تقرير جديد، إن هذه الشعاب اختفت بنسبة 50% منذ التسعينيات، وأن قدرة المرجان على التعافي والاستمرار تراجعت، خاصة مع اختفاء الشعاب المرجانية الصغيرة، أو الجديدة، التي قد تعطي الأمل بالاستمرار.

مايكل بود، وهو بروفيسور مشارك في الدراسة، قال:"انخفض الحاجز المرجاني عند السواحل الأسترالية خلال العقود الثلاثة الماضية، نسبة الخسارة هي حاجز من حاجزين، أي بمقدار النصف تقريبا، الخسارة لم تقتصر على عدد الشعاب، فالشعاب المرجانية الموجودة اليوم، أقل حجما، أي أن الشعاب الكبيرة قد اختفت، كما أن لا شعاب مرجانية جديدة، والأمر أشبه بالغابات المطيرة، حيث يمكن رؤية أشجار كبيرة، لكن الشجيرات الصغيرة تكاد تكون معدومة، وهذا يعني أن الوضع خطير، فالشعاب المرجانية قد تختفي في المستقبل".

وكان فريق البحث قد درس المستعمرات المرجانية على الساحل الأسترالي منذ العام 1995، وحتى العام 2017، ووجدوا أن الشعاب المرجانية المتفرعة والتي تأخذ شكل طاولة، كانت الأكثر تضررا، مما تسبب في تراجع أعداد الأسماك في هذه المنطقة وغيرها من المخلوقات البحرية، وتخريب النظام الإيكولوجي للساحل.

وقال البروفيسور بود:"للشعاب المرجانية القدرة على التعافي تلقائيا، وهي تعيش في بيئة تتعرض دائما للاضطرابات، كالعواصف مثلا، والأحوال الجوية، لكن هذه القدرة تتطلب أن تبقى هذه التغيرات البيئية أو الاضطرابات ضمن معدل معقول، وما نراه عند الحاجز المرجاني حاليا، من تحول لونها للأبيض، حالة تحدث كل عامين، حيث لم يعد للشعاب المرجانية القدرة على التعافي، وهذا مثير للقلق".

وألمح بود إلى أن التغير المناخي سبب هذا التقهقر، خاصة مع زيادة وتيرة موجات الحر البحرية، وقال:"إذا استطعنا فعل شيء بخصوص نسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، خلال السنوات العشر المقبلة، فهنالك فرصة لوقف الخسائر، وإعطاء الفرصة للشعاب للتعافي، فارتفاع الحرارة، هو ما يتسبب فقدان الشعاب المرجانية للونها وتراجع أعدادها".

وتمكن الحاجز المرجاني العظيم من تجاوز مشكلات طبيعية عدة، كالعواصف وموجات الحرارة المرتفعة، إلا أنه لم يتمكن من التغلب على التغير الكبير والمفاجئ بدرجات الحرارة خلال القرن الماضي، وف "يورونيوز".

ويرى العلماء أن الأضرار التي لحقت بالمستعمرات، بين عامي 2016 – 2017، تعطي صورة متشائمة عن مستقبلها.

ويضيف البروفيسور:"إن كانت قد خسرت 50% خلال 3 عقود، فسوف تخسر الباقي منها خلال العقود المقبلة، ومن الممكن أن تبقى لفترة أطول، مئة سنة مثلا، لكن في بؤر صغيرة، كما من الممكن أن تنهار بوتيرة أسرع".

وتعتبر الشعاب المرجانية موطنا لأسماك القرش، والدلافين، وأنواع أخرى تعيش بينها.

وأعلنت الأمم المتحدة الفترة ما بين عامي 2021 و 2030 عقدا لعلوم المحيطات، من أجل التنمية المستدامة، لدعم الجهود الساعية إلى وقف مسيرة التدهور في البيئة البحرية.

كلمات دالة:
  • الحاجز المرجاني ،
  • أستراليا ،
  • مايكل بود ،
  • التغير المناخي
Email