زينل والزعابي وهدى الخطيب أبرز أوائل المتخصصين في المجال

رواد تصميم الديكور المسرحي والتلفزيوني في الإمارات.. بصمات ذهبية وإسهامات راسخة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

كثر هم الذين مروا على خشبة المسرح الإماراتي، وساروا في أروقة الدراما والتلفزيون، لكل واحد منهم بصمة، لم تتمكن أيام الزمن من محوها، فأضحوا رواداً لا يمكن للذاكرة أن تنكرهم، لا سيما أولئك الذين اشتغلوا في السينوغرافيا والديكور، وتمكنوا بفضل إبداعاتهم من جعل «السينوغرافيا» صاحبة «اليد العليا»، سواء في العروض المسرحية أو المشاهد الدرامية أو حتى ديكورات البرامج التلفزيونية. وبالتجوال في الذاكرة نكتشف مجموعة كبيرة من الأسماء التي لا تزال تلمع حتى اللحظة في فضاء «أبو الفنون»، مكرسين أسماءهم ضمن قائمة الأوائل الذين عملوا في هذا التخصص، الذي تمكن من التحول إلى بطل رئيسي في العروض المسرحية.

في ذاكرة المسرح الإماراتي وتلفزيون دبي، لا يزال يسكن اسم الفنان التشكيلي عبد الرحمن زينل، وهو الذي شغل رئيس قسم الديكور في تلفزيون دبي، ومن أبرز الذين اشتغلوا في المسرح والمسلسلات المحلية والعربية، وكذلك هي الفنانة هدى الخطيب، التي تعد أول مهندسة ديكور، تركت بصمة جلية في استوديوهات تلفزيون دبي وكذلك الأعمال المسرحية والدرامية، وفق ما أكده الفنان عمر غباش، مستشار شؤون الدراما في مؤسسة دبي للإعلام، رئيس صندوق التكافل الاجتماعي للمسرحيين لـ «البيان»، حيث قال: «تصميم الديكور أو السينوغرافيا، يعد جزءاً أصيلاً من العروض المسرحية، وكذلك الدراما والتلفزيون، وقد شهدت مسيرة الحركة المسرحية الإماراتية، ولادة مجموعة من الرواد الذين أبدعوا في هذا التخصص، واستطاعوا من خلاله تجسيد نظريات المسرح على اختلافها، وذلك بفضل تعمقهم بهذا التخصص، الذي ساهم في إحداث نقلة نوعية في مسيرة المسرح والدراما المحلية وحتى التلفزيون». ويذكر لنا غباش أن الفنان زينل كان من أبرز الذين اشتغلوا في المسرح وامتد عطاؤه ليشمل الدراما الإماراتية والسورية والمصرية أيضاً.

أسماء كثيرة أضاء عليها غباش خلال حديثه، لمع من بينها مهندس الديكور عبد الكريم عوض، والذي قال غباش إنه كان من ضمن الذين عملوا مع الفرق المسرحية المحلية، وأبدع في تقديم سينوغرافيا لافتة، كونه خريج المعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت، وفي ذات القائمة حجز المهندس وليد الجلاف، ومن بعده وليد الزعابي، حيث تخرج الاثنان من المعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت، وعملا في وزارة الإعلام والثقافة. غباش لم يتوقف عند حدود هذه الأسماء التي وصفها بـ «المؤثرة في تاريخ المسرح الإماراتي». وقال: «هناك أسماء أخرى عديدة ساهمت في تعميق هذا التخصص بالمسرح والدراما والتلفزيون، وقد سبقهم جميعا المخرج المصري السيد بدران، والذي عمل أيضا في تصميم الديكور وله تجربته مع المسرح القومي بدبي (مسرح الشباب حاليا)، إلى جانب مجموعة من مؤسسي هذه الفرقة ومنهم موزة المزروعي وعبيد بن صندل ومحمد المطوع وظاعن جمعة».

غباش أشار إلى أهمية هذا التخصص في العمل المسرحي والتلفزيوني، قائلاً: «أهمية السينوغرافيا لا تكمن في كونها فقط جزءاً من العرض، وإنما في قدرتها على ترجمة بعض تفاصيل العرض على الخشبة، لدرجة تتحول فيه إلى جزء من الحكاية، وبناء على ذلك يبرز إبداع أصحاب هذا التخصص».

نجاح

قال عمر غباش: «في تقديري أن المسرح الإماراتي نجح خلال السنوات الأخيرة في بلوغ مستويات ارتقاء نوعي، خاصة على صعيد التطور في استثمار أشكال وعناصر السينوغرافيا وثيماتها ضمن العروض المحلية، وهو ما انسحب أيضاً على سينوغرافيا البرامج التلفزيونية، والأعمال الدرامية، والتي تطورت كثيراً خلال الفترة الأخيرة، بفضل الانفتاح والتكنولوجيا».

Email