«جندي في الدجى» لعبة إلكترونية للمكفوفين

محمد الشحي

ت + ت - الحجم الطبيعي

الحياة ترى وتعاش بالبصيرة ثم بالقلب، كما أن العزيمة والسعي للنجاح رمزان لموازنة حياة مليئة بالأمل، ورغم أن «الكفيف» فاقد نعمة البصر، لكنه مبصر للحياة بقلبه، مدرك بسمعه لمجرى الأحداث، وهو رمز للعزيمة والكفاح وقدوة لاستبصار الحياة بإحساس القلب.

من هذا المنطلق اجتمع مجموعة من الشباب واتفقوا على الإبداع والإنتاج المتميز، ووضعوا خططاً وقصصاً وسيناريوهات لإصدار ألعاب إلكترونية موجهة للمكفوفين، وتناسب الهوية العربية، وتبث عواملها بين ثنايا الأعمال الترفيهية، هدفهم إدخال الثقافة العربية والقصص التي تناسب مجتمعاتنا، فأصدروا العديد من الألعاب الإلكترونية آخرها كانت لعبة «جندي في الدجى» المخصصة «للمكفوفين».

أجهزة ذكية

«البيان» التقت محمد الشحي وهو مبرمج ومؤسس «دانة الترفيه الثقافي»، والذي يتكون من مجموعة متطوعين لإنتاج ألعاب إلكترونية، الذي قال: قمنا بعمل لعبة إلكترونية للأجهزة الذكية، اسمها «جندي في الدجى»، وهذه اللعبة مخصصة للمكفوفين، حيث إنها لا تحتوي على رسومات أو أي عوامل مرئية، بل تستخدم الأصوات فقط، وهي تحكي عن مهمة سرية في الظلام الحالك، وهذه المهمة لم يكن هناك من يقدر عليها أكثر من «حمدان»، المقاتل الكفيف، مرهف السمع.

ويضيف الشحي: ظهرت الفكرة أول مرة في معرض أندى فيرس في فبراير 2019، وكنت وحدي وقتها، عرضت ألعاباً من صنعي، مثل لعبة «النسر الأسير»، ولعبة «زيد في دنيا المفردات»، وعرضت فكرة صون الهوية في الأعمال الترفيهية، تحت مسمى «دانة الترفيه الثقافي».

هدف مشترك

ويتابع الشحي: بعد عرض الفكرة والألعاب في عدة فعاليات، أخذ المبدعون الشباب الذين تأثروا بالفكرة، ينضمون واحداً تلو الآخر، حتى تكون فريق متنوع المهارات من رسم وبرمجة وأداء للأصوات، وجميعهم مؤمنون بالهدف المشترك، وقد يكون الرابط المشترك بيننا هو حبنا لقناة «سبيستون»، التي أوجدت مفهوم نقل المحتوى الغربي إلى ما يناسب الثقافة العربية، وخصوصاً اللغة القوية في أعمالها. وأكد الشحي أن هناك تحدياً من خلال برمجة اللعبة، بحيث تستخدم الصوت فقط دون رسومات، والتعامل مع اللاعب بطريقة اللعب والتعليمات ووضع اللاعب في جو القصة باستخدام الصوت فقط، واللعبة متوفرة الآن في متاجر التطبيقات.

رسائل تربوية

وعن سبب التسمية للفريق باسم «دانة» قال: لأن الدانة جزء من هويتنا، إضافة إلى أنها ترمز إلى الخير المكنون، فكما الأصداف الجميلة تخفي بداخلها لؤلؤة ثمينة، كذلك أعمالنا، ألعاب أو أعمال ممتعة، تخفي في ثناياها رسائل تربوية توعوية تفيد المتلقي.

Email