«تاريخ الأوبئة» في ختام المؤتمر الخليجي للتراث الشفاهي
اختتمت دائرة الثقافة والسياحة أبوظبي، الدورة 8 من المؤتمر الخليجي للتراث الشفاهي، التي حملت عنوان «تاريخ الأوبئة في شبه الجزيرة العربية»، وأقيمت فعالياته عن بُعد وبثت مباشرة عبر قناة الدائرة على اليوتيوب.
وذلك صباح أمس، بمشاركة عدد من خبراء التراث من مختلف دول الخليج العربي، الذين استحضروا عدداً من الأوبئة التي انتشرت في دول الخليج العربي، كما أشاروا إلى جائحة كورونا مؤكدين أهمية الدور المشترك في تعزيز تجاربهم في مواجهة الأوبئة.
في مستهل المؤتمر قال سعود عبد العزيز الحوسني وكيل دائرة الثقافة والسياحة بالإنابة: يوفر المؤتمر فرصة لقاء الخبراء والأكاديميين في دول مجلس التعاون الخليجي لقراءة صفحة من صفحات تاريخنا المشترك وتعزيز دورنا في بناء الحاضر واستشراف المستقبل.
وأضاف: قراءة تاريخنا الخليجي تستحق التأمل بظل الظروف التي نمر بها الآن، وأحسب إننا بحاجة لقراءة هذه الصفحات والاسترشاد بها دائماً إنها الدليل والسراج الذي ينير الطريق. وأوضح الحوسني: تعلمنا من الآباء والأجداد كيف نستفيد من التجارب في طريقنا إلى الأهداف واليوم إذ يواجه سكان الكوكب جائحة كورونا فإن لدينا من تاريخنا الخليجي الكثير للتجارب التي تعزز التجارب الحالية.
ذاكرة تاريخية
وألقى الدكتور أحمد عيسى الهلالي من المملكة العربية السعودية كلمة دول مجلس التعاون وقال في مستهلها: إن أحاط فيروس العالم فنحن نبحث بما يضيء الأمل بأن تنجلي الجائحة، وحين نبحث في الذاكرة التاريخية عن آلام ألمت بمجتمعاتنا الخليجية في الماضي، فإن ذلك يؤثر في نفوسنا أعمق تأثير.
وأضاف: نتألم لحالهم حين كانت الجوائح تفتك بهم حين لا يملكون حولاً ولا قوة إلا أدوات وأفكار بدائية، وينتابنا شعور الرضا لما نحن فيه من تقدم طبي وتقني فتزداد ثقتنا بمقدراتنا. وأوضح: لقد عانى الأجداد وكانت الأوبئة تفتك بهم بما يشبه الإبادة الجماعية.
وليس في أياديهم سوى أدوات بدائية. في مواجهة أمراض كالملاريا والطاعون والكوليرا والجدري وغيرها. وذكر الهلال: تأخر وصول الطب الحديث إلى منطقتنا لكن دولنا استقطبته بما انعكس على الصحة، وتم القضاء على الأوبئة في شبه الجزيرة العربية مثل سارس وإنفلونزا الطيور وغيرهما.
مواجهة الأوبئة
واستعرض مطر سعيد النعيمي مدير عام مركز أبوظبي للصحة العامة مدير دائرة الطوارئ والأزمات في صحة أبوظبي، تجربة الإمارات في مواجهة كوفيد 19، وتحدث عن البرامج التي تم تطبيقها في الدولة، وتناول منظمة العمل قبل كوفيد 19 كما تحدث عن استراتيجية التعامل لمواجهة كوفيد 19 والفئات الفعّالة الخطورة والتوعية والتثقيف ومشاركة الجهات الحكومية وأفراد المجتمع وتطوير القدرات الطبية وغير الطبية والصحة الرقمية والعزل والحجر الطبي.
وحلل الكاتب والمفكر د. يوسف الحسن الرواية التاريخية عن الأمراض والأوبئة التي مرت في الإمارات وطريقة مواجهتها، وذلك قبل فترة الاتحاد مثل الكوليرا الذي تفشى مع بداية الثورة الصناعية، وغيره من الأوبئة التي انتشرت في الإمارات، وذلك بعد حديثه عن الأوبئة التي انتشرت في العالم.
كما قدم د. حسن جاسم أستاذ مساعد في الأنثبولوجيا وأثار الخليج العربي القديم في جامعة الكويت، ود. أحمد عيسى الهلالي، ود. حمد إبراهيم العبدالله أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في جامعة البحرين، د. سعيد بن محمد الهاشمي أستاذ في قسم التاريخ في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية في جامعة السلطان قابوس، أوراق عمل تحدثوا فيها عن تاريخ الأوبئة في بلدانهم وطرق التعامل معها.
