فيصل الريس: الكاميرا أداتي لتفسير الجمال

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تلتقط عدسة الفنان الإماراتي فيصل الريس صوراً غنية بالمشاهد والمشاعر الإنسانية التي تثير الحنين وربما الشجن للحظات، تتمحور حول الأبنية والمناظر الطبيعية والمساحات الكبيرة في المدن والناس من حوله، فغالباً ما يقوم بتصوير بما تقع عليه عيناه، بعيداً عن القوالب والأماكن المغلقة، فهو دائم البحث عن التأثير العميق الذي تعكسه الفنون البصرية وجاذبية السينما وفن العمارة الذي وجد نفسه عاشقاً لتقنياتها منذ طفولته، فكانت الكاميرا أداته لتفسير الجمال للخيال عبر لقطات غير متوقعة لذكريات لا يتوقف الزمن عند عبورك من أمامها، فكن مستعداً فربما تكون عنواناً لصورته القادمة!

عدسة الطفولة

يشير فيصل الريس إلى أن علاقته مع فن التصوير الفوتوغرافي بدأت لديه منذ الصغر، فالصور الفوتوغرافية كانت من السِّمات المميزة في منزله، وضمن محيط عائلته العاشقة للفنون والتصوير بشكل خاص، ففي سن العاشرة تلقى هدية من أبيه كانت عبارة عن كاميرا للتصوير الفوتوغرافي، ومن ذلك الوقت لم يتوقف عن تحريك عدساته في كافة الاتجاهات والمدن والشوارع، يدوِّن اللحظة ويرسم المشاعر في لقطة تبقى عبر الزمن، حيث يعتبر تصوير الشارع جزءاً بسيطاً من اهتماماته الفنية، حيث ينقل فعلياً واقع الناس دون تدخل منه كمصور، فهو يعتبر نفسه مشاهداً في مسرح يعرض شريط الحياة.

أول لقطة

يضيف الريس: لا تسعفني ذاكرتي بموضوع أول صورة لي خلال رحلتي الفنية الاحترافية التي بدأت في أوائل العشرينيات من عمري، لكنني نشأت بين خيرة المصورين الإماراتيين الذين أثروا في حياتي الفنية، ولي علاقات وطيدة في هذا المجال، وتعلمت منهم الكثير، ومن بينهم الفنان الإماراتي القدير جاسم ربيع العوضي، والفنان الإماراتي سعيد الشامسي، وأيضاً الأخ الفنان السعودي علي جمال الجناحي، وأتذكر معرضي الأول الذي أطلقته ضمن فعاليات مهرجان سكة للفنون.

وحول بعض أعماله التي توثق لمشاهدات عابرة للشارع والمدن، يؤكد الريس أن الصورة والآخر علاقة أزلية لا تخضع لمعايير الزمن في إيقاع الفنون البصرية المعاصرة، ولكن تبقى لصور الشارع دلالاتها الاستثنائية، والمشاعر في اللقطات الواقعية بعيدة عن التكلف ومفعمة بتلقائية المشهد إلى جانب البساطة في الانفعالات والحركة التي تواكب إيقاع الحياة اليومية.

رمزية الألوان

وفيما يتعلق بتركيزه على الصور ذات اللونين الأبيض والأسود في العديد من أعماله، يوضح الريس أن الأبيض والأسود لهما دلالة رمزية لديّ، وهي ضمن فلسفة خاصة كونتها لي، وهي فلسفة الابتعاد عن المؤثرات الجمالية وإيصال صورة يمكن قراءتها بعيداً عن الجمال المصنع «الميك آب»، فهي تقتضي قراءة القصة، والقصة هنا لا أقصد بها قصتي من الصورة، لكن لكل شخص قصة يقرؤها من الصورة من واقعه الخاص أو خيالية، فالواقع العلمي يقول إن الألوان غير موجودة أساساً، وهي فقط وَهْم بصري وصوري تعبر عن الحقيقة وليس الوهم، ولتقديم أفضل واقع للصورة يمكن أن يكون التخصص هو الحل في المراحل المتقدمة من تجارب الفنان المصور لكي ينمّي مهاراته وقدراته للتعبير المثالي عن انعكاس الصورة بداخلة.

Email