فوتوغرافيا

صلابةُ الشخصيةِ الفوتوغرافية.. أولُ أداةٍ في الحقيبة

ت + ت - الحجم الطبيعي

حاول الكثيرون على مدى القرن الماضي تضييق الخناق على حرية التنفّس الخاصة بالعدسة، لدرجةٍ تشعرُ فيها بأن بعضهم لو استطاع كسر استدارتها وتضليعها لفَعَل ! وهذا ليس محصوراً بفن التصوير الفوتوغرافيّ فحسب، فمحاولات التأطير الجبريّ والنمذجة الجامدة منتشرة عبر تاريخ توسّع الفنون وتطوّرها وتغلغلها بين الشعوب وتفاعلها مع طبقاتهم المختلفة.

لا أحد يدَّعي الانحياز للتضييق والقولبة القاسية لفن التصوير، سِيَّما وأن جوهر الفنون لا يتّسق مع محدودية «الجدران» بمعناها الواسع، هذا لا يعني عدم الاكتراث بالأُسُس والخطوط العريضة وخلاصات تجارب الروّاد المضيئة والمفيدة لكل من ينوي الذهاب بعيداً في قصته مع الكاميرا، لكن هذا النوع من التقييد المنهمر على بعض شرائح المصورين الجُدُد، مُستتراً بثوب الانتقاد والتوجيه والنصح، قد يُودِي بمشوارهم في بدايته، ذلك أن بعض الشخصيات المستجدّة تفتقدُ لصلابة الشخصية وثبات الرأي، فتختار الخطوة الخاطئة للوراء بسبب الاستياء العميق من تلك التضييقات.

عزيزي المصور، عزيزتي المصورة، مجال التصوير واسعٌ بما يكفي لإعجازكم عن وضع حدودٍ له حتى في مخيِّلتكم، وهو دائم التوسّع والابتكار بلا نهاية، لذا عند دخولكم مُعتَركهُ يجب عليكم استجماع صلابة شخصيتكم الفنية وثباتها، ووضعها أولاً في حقيبة المصور قبل أية أدواتٍ أخرى. ثقافة تَحمُّلِ النقد والتجريح.. إلزاميةٌ على كل من ينوي نقش اسمه على عالم العدسة المستديرة. عشرات التجارب المُؤسفة تشهدُ باختفاءٍ مفاجئ وكامل لبعض الموهوبين، بسبب انتقاداتٍ تجاوزت سقف حُسن النوايا، فقاموا بالانزواء ودَفَنُوا حماستهم مُبكِّراً قبل منحها فرصة اختبار الاستحقاقية.. ذلك أنهم وضعوا العديد من الأدوات الهامة في حقيبتهم الفوتوغرافية، متجاهلين الأداة الأولى.

فلاش

في التصوير استخدم عينيكَ وعقلكَ كثيراً.. وأُذُنيكَ.. قليلاً

 

 

Email