أدعو لك الله

شعر: إبراهيم محمد بوملحه

ت + ت - الحجم الطبيعي

أدعو لك الله في سِرٍّ وفي جهْرِ

يحميك من كَدَرٍ يحميك من ضُرِّ

ويجعل الأمرَ يسراً ما بهِ عَنَتٌ

جزاء كل الذي قدّمت من خيرِ

يداك أكرمْ بما أعطتْ وما زرعتْ

من طيِّبٍ في المدى يزهو كما الزّهْرِ

آثارك الغرّ في الآفاق ساطعةٌ

بنورِ فعلِك في الظلماءِ كالبدْرِ

تنيرُ أفقَ الدّجى للناسِ قاطبةً

تحكي الدّنا سيرةً أشذى من العطْرِ

أعطيتَ سخّرتَ للفعلِ الجميلِ يداً

حتى غدا نفعها كصيّبِ القطْرِ

بنيتَ للعلمِ دوراً لا شبيهَ لها

خصّصتَها لأولي الحاجاتِ والفقْرِ

فقدّمتْ خدمةً مُثلى وقد عَظمتْ

ميزاتُها في الورى كالدرِّ في البحْرِ

عمّمتها في بلاد الله تجربةً

حليفُها الفوزُ تزهو في المدى القفْرِ

لم تشكُ من حاجةٍ قد كنت ترفدها

من فيض عذبك إذ ينسابُ كالنهْرِ

أنشأتَها في سبيلِ الخيرِ منفعةً

للناس لا تبتغي منها سوى الأجْرِ

يا من شُغفتَ بفعلِ الخيرِ من قِدَمٍ

إرثٌ لهُ أثرٌ كالنقشِ في الصخْرِ

يا أيها البَرُّ يا عطْراً وأمنيةً

نشدو بإسمك ألحاناً بذا العصْرِ

سخوتَ للخيرِ فيما لا حدودَ لهُ

فأينع الغصنُ أشكالاً من الزّهْرِ

غنّى بك الطيرُ في الأدواحِ من فَرَحٍ

يا ناسجَ الفرحةِ الكبرى لذا الطيْرِ

وكلُّ إفريقيا البيضاء شاهدةٌ

بأنّك الفذُّ في آثارِك الغُرِّ

كُرِّمتَ منهمْ جميعاً خير مكرمةٍ

في محفلٍ قد بقى من أحسنِ الذّكْر

أفدتَهمْ في الذي يرجونهُ أمَلاً

يا حيَّ فعلك ما أحْيَيتَ في الدّهْرِ

يا معدنَ الفضلِ يا أفياء وارفَةً

يا ظُلّةً في هجيرِ الصيفِ والَحرِّ

قصدتَ نفعَ الأُلى في حاجةٍ صَعُبتْ

يسّرتَها خِدمةً في ظرفها العُسْرِ

حتى غدتْ دوحةً تزهو بمنظرِها

أنحاؤها ثرّةٌ بالعلمِ والفِكْرِ

فاسْلَمْ ودمْ يا سليلَ المجدِ سانحةً

من المكارمِ والأخلاقِ كالتّبْرِ

يدعو لك الناسُ صِدْقاً من حشاشتِهم

تغدو بعافيةٍ غرّاءَ كالفجْرِ

فالكلُّ في وَلَهٍ فاض الحنينُ بهِ

يبثّكمْ شوقهُ كوقْدةِ الجَمْرِ

آلافُ ألسِنةٍ تدعو الإلهَ لكمْ

أن يُبدِلَ الحالَ من عُسْرٍ إلى يُسْرِ

فَعُدْ سريعاً عداكَ الشرُّ ما صَدَحتْ

بلابلُ الأيكِ فوق الغصنِ بالبِشْرِ

 

 

Email