الحلة.. أسرار قرون مضت في قرية بين الجبال

الحجارة الجيرية ذات الحجم الكبير استخدمت في بناء مساكن القرية | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

من قرون تغفو قرية الحلة بسلام وسط سلسلة الجبال الشمالية الغربية في شمل، على ارتفاع 120 متراً، وتعد القرية الجبلية موقعاً أثرياً محمياً من قبل دائرة الآثار والمتاحف برأس الخيمة، اكتسبت أهمية كبيرة في القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلادي، من خلال موقعها الاستراتيجي كونها محمية وحصناً للسكان، حيث جعلها موقعها المميز مخفية عن أنظار الطامعين، كما عزز ذلك الانحدار الشديد للتلة المحيطة بها صعوبة الوصول إليها، أما الأهالي وسكان القرية فكان لهم عدد من الطرق التي يستخدمونها للصعود إلى هذه القرية المخفية بين التلال، وذلك من خلال طريقين؛ أحدهما عبر مسار انحداري بين التل من جهة وادي حقيل، والآخر في الجهة المقابلة من القرية عبر وادٍ صغير آخر.

وقال أحمد عبيد الطنيجي مدير عام دائرة الآثار والمتاحف: إن القرية خضعت لعمليات المسح وزيارات ميدانية من قبل خبراء الآثار في سبعينيات القرن الماضي كسائر المواقع والمناطق الأثرية المحمية من قبل الدائرة، حيث تحتوي القرية على ما يقارب 150 مبنى حجرياً، معظمها استخدم لأغراض السكن، وهي مبنية بطريقة مميزة، حيث استخدمت الحجارة الجيرية ذات الحجم الكبير، والتي تعد أكبر من تلك المستخدمة في فترات زمنية لاحقة.

وتغطي طبقة ملساء من الطين جدران هذه المباني، أما الأسقف فهي مبنية من عوارض خشبية مصنوعة من أخشاب الأشجار، التي تنمو في البيئة الجبلية المحيطة، ويتوسط القرية بقايا لمسجد قديم، كما تحيط بالقرية بقايا سور حجري لحماية القرية من الغارات والهجمات الشائعة في ذلك الوقت إبان انهيار مملكة هرمز في عام 1622.

وأضاف الطنيجي: رسمت الدائرة بالتعاون مع هيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة، الخطوط العريضة لجعل هذه القرية مزاراً سياحياً تثقيفياً، يقصده المهتم بتاريخ وحضارة المنطقة في المستقبل القريب، كما يمكن التمتع بجمال المناظر الخلابة، التي تطل عليها القرية من الأعلى، وللاطلاع على إرث حضاري يناهز 300 عام.

Email