شعر: د. عارف الشيخ

بيروت في قلوبنا

ت + ت - الحجم الطبيعي

«بيروتُ» يا مَدينةً

تسكـُنـُني في زحمةِ الأسماءِ

والأحلامْ

يا شاطئا أحضنـُه

في ساعة المَساءْ

حَبّاتُ رمْلِه كأنها

«فـُسيفـُساءْ»

يَحضنـُني صباحُها

بالحُبّ والأنغامْ

جميلة ٌ«بيروتُ»

في شِتائها وصَيفها

وكلّ مَن يعرفها يَعشقـُها

شامخةٌ كـ«السَّرْو»

بل فاتنة كَـ«الأرْز» في جبالها

راقصةٌ «بـِقاعُها»

ًتهزّنا بالشوق

لا يهزّها حِقدٌ مدَى الأعوامْ

أوجاعُها أغنية ٌخالدةٌ

«فيْـروزُ» غنـّتها

و«فيروزُ» صَدى لـُبنانَ

في مَسامعِ الأيّامْ

«لبنــانُ» قلبُ عالمٍ

أطيافـُه مُحِبّةٌ للسِلْم

والسَلامْ

«لبنـانُ» طول عُمره

قيثارةُ المُتعـَبِ

مُلهِـمُ الوُرودِ

في مَواسم الربيع والخريفِ

فـَنَّ الابتسامْ

لا يَستحقُّ غـُدرةً من غادرٍ

أو عَبـَثاً بأمنـِه

في حِنـْدس الظلامْ

«بيروتُ سِنـْديانةٌ»

قِوامُها المَمشوقُ

لا يـُشبهُهُ قـِوامْ

عَصِيـَّةٌ

لا تنحنِي لِغاصبٍ

ثقافةً راقيةً تعيشُها

معارف تنشُرُ لا تؤمنُ

بالأوهامْ

«بيروتُ» وهْيَ ليْ

مَدينةُ الهُيامْ

كَم حاولت تدنيسَها

مَطامعُ الأعْجــامْ

لكنّها صامدةٌ

للعـُرب قلبٌ نابضٌ

فليَخسأ الغـُزاةُ بلْ

فليَلزمُوا جُحورَهُم

كمَا الهـَوام

«بيروت» ليست نملةً

تدوسُها الأقدامْ

«بيروت» لا تموتُ في انفجارةٍ

يُحدِثها الأقـزامْ

«بيروت» تاريخٌ من الأشلاءِ

عبْرَ أزمُنٍ

فلتنهضِ الأشلاءُ من بين الرُكامْ

تـُخبرنا عن عودةِ الأرواحِ

للأجسامْ

يا أمّةً قد نـُكِبـَتْ

يا فـَرحةً قد غـُصِبتْ

يا دمعةً قـد سُكِبتْ

نحن بنو العـُرب لكم

فقيدُكم فقيــدُنا

فاحتسبوا الأجرَ على شهيدِكُم

غاليةٌ على السماءِ

دمعةُ الأيتام

فاصطبـِروا وصابرُوا

يا أيّها العِظامْ

نعَم نعَم

ولن يطولَ حـُزنُ مَن

تعَـوَّدتْ على الحياةِ

تحتَ صَدمةِ الصَـدّامْ

«بيروتُ» تبقى حَيّـةً

عروسةً دائمةَ البهاءْ

في خيالِنا

فريدةَ الجَمال في ضاحيةٍ

في الشآمْ

Email