استطلاع «البيان»: «النصوص».. أزمة تكبّل الدراما الخليجية

ت + ت - الحجم الطبيعي

بمطب النصوص، تصطدم الدراما الخليجية، وهي أزمة تفرض نفسها سنوياً على أجندة هذه الدراما، ما يوقعها في «فخ التكرار»، لتكشف لنا أن غياب النص أو السيناريو الجيد عنها، لا يزال يكبلها، ويمثل عقبة في طريقها، رغم امتلاكها مواهب عدة على صعيدي الإخراج والتمثيل، وقدرتها على إنتاج أعمال جيدة، قادرة على الاستحواذ على قلب المشاهد الخليجي والعربي أيضاً، الذي بات «حافظاً» لمعظم القصص التي يرويها صناع الدراما الخليجية على الشاشة الصغيرة، باستثناء بعض المحاولات التي اعتمدت على نصوص أنجزتها مجموعة من المواهب المتخصصة في كتابة السيناريو، الأمر الذي مكّن هذه الأعمال من تحقيق نجاح باهر.

«البيان» في استطلاعها الأسبوعي، فتحت أبواب هذه القضية، وتوجهت إلى قرائها، الذين أكدوا في ردودهم، وجود أزمة نصوص في الدراما الخليجية، وفق ما أشار إليه 84 % من المشاركين في الاستطلاع على موقع «البيان الإلكتروني»، في حين عارضهم 16 %، والأمر كذلك انسحب أيضاً على المشاركين في الاستطلاع على موقع «تويتر»، حيث أكد 95.7 % معاناة الدراما الخليجية من أزمة نصوص، لتذهب أصوات نحو 4.3 % إلى عكس ذلك.

وتعليقاً على هذه النتائج، قال الناقد ماهر منصور: «لا شك أن أزمة النصوص خاصرة رخوة لصناعة السينما والتلفزيون في العالم كله، وليس لدينا فقط، فمثلاً، تتلقى استوديوهات هوليوود سنوياً، ما يقارب 50 ألف سيناريو، وتنتج منها نحو 150 سيناريو فقط، وهذا لا يعني أن حظوظ السيناريو الواحد في الإنتاج هو 0.3 %، وإنما هو مؤشر على ضعف النصوص المقدمة». وأضاف: «في دوائر الدراما العربية والخليجية، لا يتوافر هذا العدد الكبير من النصوص المقدمة، وبالتالي، إمكانية اختيار الجيد النادر من بينها، والخروج بعدد مسلسلات جيد يكفي للإنتاج، هو أمر صعب، ما يسمح للنصوص «الأقل من جيدة»، بالتسلسل إلى مرحلة الإنتاج». وتابع: «غير أنني أجد أنه حتى النصوص التي نصنفها (جيدة)، بالمعنى النسبي للكلمة، تعاني ضعفاً، لأن كتابة أي مسلسل، أشبه بعمل جراحي، لا يكفيه المعرفة الضحلة بالحياة وبالكتابة، فكيف بنا والحال أن كثيراً من الكُتاب، يصر أن يكون هو الصانع الوحيد لنصه الدرامي؟».

منصور أشار إلى أنه «لا يؤمن بنص متكامل يكتبه كاتب واحد». وقال: أهم مسلسلات العالم، خرجت مما يعرف تقنياً بـ «ورشة الكتابة»، وهي مكان يجتمع فيه عدد من الكتاب، يتناقشون فيه مطولاً، حول كل حدث في المسلسل، وبالتالي، حيثما تجد ورش الكتابة، تجد النص الجيد. مثيراً في الوقت ذاته تساؤلاً حول أماكن «ورش الكتابة في صناعة الدراما العربية». وقال: إنها موجودة، ولكنها نادرة، لدرجة نكاد لا نشعر بوجودها، لذلك، ستجد النص الجيد نادراً، لدرجة لا نشعر بوجوده.

 

أما الناقدة السعودية سهى الوعل، فأكدت أن أزمات الدراما الخليجية، لا تقتصر فقط على النصوص والسيناريوهات، التي وصفتها بأنها «أساسية ومهمة». وقالت: «تعاني الدراما الخليجية من أزمات عدة، من أبرزها السيناريو، وفي تقديري أن الأزمة الحقيقية، تكمن في الإنتاج، لأن من يتحكم بهذا الشق، لا يبحث عن الإبداع، وإنما فقط عن الربح، ولا يسعى إلى البحث عن اكتشاف نجوم حقيقيين، سواء في الكتابة أو الأداء والإخراج، وإنما يتطلع دائماً إلى العمل مع من يعرفهم، أو من يعرفه الجمهور، إن صح التعبير».

Email