«دراما رمضان» تلقي بظلالها على الدورات البرامجية

ت + ت - الحجم الطبيعي

قبل فترة قصيرة، أعلنت العديد من القنوات التلفزيونية عن دورتها البرامجية الجديدة، والتي تميزت بأن معظم مسلسلات الدورة الجديدة، ما هي إلا إعادة عرض لمرة ثانية أو ثالثة، وهو ما يحيل المشاهد إلى تذكر أن معظم الإنتاج الدرامي العربي، بات مقروناً بموسم شهر رمضان المبارك، ويكاد الفنانون لا يعملون إلا في هذا الموسم، الذي يستمر التصوير فيه حتى مع دخول رمضان، وهو ما تسبب هذا العام بعدم قدرة العديد من فرق العمل متابعة التصوير، بسبب جائحة «كورونا»، وحدث خلل في العرض الذي أصبح على جزأين أحياناً بدلاً من جزء واحد.

إنتاج موسمي

العديد من النقاد والمعنيين بالأمر وحتى الفنانين، كشفوا أكثر من مرة عن سلبيات الإنتاج الرمضاني، الذي فرضته شركات الإنتاج، خصوصاً أنه من المستحيل على المشاهد متابعة أكثر من 4 مسلسلات على أكثر تقدير.ففي شهر رمضان الذي أصبح موسماً لصناعة الدراما الخليجية والمصرية والسورية، وفق اعتبارات متنوعة أهمها كلفة الإنتاج، الذي غيب المسلسلات التاريخية، بسبب كلفتها الباهظة، وأوجد نوعاً من الحضور لعدد من فناني الصف الأول، وغيب بعضهم لحسابات مختلفة، وهو ما جعل الناقد المصري طارق الشناوي يشير إلى أن غياب أي فنان عن موسم معين مثل شهر رمضان، مرتبط كثيراً بظروف الإنتاج والسوق. وهو ما كانت قد أيدته الناقدة المصرية فائزة هنداوي حين ذكرت أن ظروف السوق هي التي تبعد فنانين معينين عن موسم رمضان، حيث يرى المنتجون أن هناك فنانين قل الطلب عليهم، وفنانين آخرين مطلوبين لدى الجمهور.

مسؤولية مشتركة

لا ينعكس حصر الإنتاج الدرامي في شهر رمضان فقط، على المشاهدين فقط، بل له انعكاس كبير على أبطال هذه الدراما. وهو ما كان قد أعرب عنه الفنان الإماراتي جابر نغموش في أحد اللقاءات، حين قال: «إن جدولة المسلسلات لعرضها على مدار العام، تعطي الفنان حقه في المشاركة بأعمال درامية بشكل مستمر، وبذلك ستختفي (البطالة الفنية)، وفي الوقت نفسه سيمنح المشاهد فرصة متابعة دراما خالية من ضغوط الزخم، التي تُعرِّض الكثير من المسلسلات إلى الظلم؛ لأنها لا تأخذ حقها من المشاهدة».

وربما أهمية الإنتاج خارج رمضان هو ما يجعل القنوات التلفزيونية تحتفي بمسلسلاتها بطريقة مختلفة، مثلما حدث عند الإعلان عن عرض مسلسل «الميراث»، الذي يعرض على قناة «إم بي سي»، والذي يعد أطول مسلسل عربي، وحدث هذا أيضاً الاحتفاء حين الإعلان عن عرض مسلسل «الإخوة» المكون من 114 حلقة على قناة أبوظبي في العام 2014.

إن التكرار في العروض دون جديد على مدار العام، يشير بإصبع الاتهام إلى مسؤولي القنوات التلفزيونية والمنتجين، الذين عليهم إعادة النظر بهذا التقليد السنوي، بما يعود بالفائدة عليهم وعلى المشاهد.

Email