مبدعون يطالبون بمبادرات رسمية تعزز الحراك في المجال وتوفر الدعم

سوق الفن التشكيلي الإماراتي.. بين الواقع والمأمول

من أعمال عبد الرحيم سالم | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يسعى الشباب الإماراتي إلى أداء دور فاعل في مسيرة تميز دولتهم وتقدمها في شتى المجالات، ومن بين ذلك إسهام المبدعين منهم، في الفن والثقافة وشتى الحقول الإبداعية، في تعزيز مستوى تطور ونهوض الدولة بالمجالات الفكرية والثقافية، عالمياً.

وفي هذا السياق، قامت الفنانة التشكيلية شما العامري بإنشاء حساب على مواقع التواصل الاجتماعي «مجهول» الاسم، لطرح التساؤلات المتعلقة بالسوق الفني التشكيلي والإنتاج الثقافي للفنان ودور المؤسسات الثقافية، وما يميز هذا الحساب أنه يتناول المواضيع باللغة العربية وبالأخص الفنون البصرية وهو يهدف لخلق جسر للتواصل لجميع فئات المجتمع المهتمة بالفنون، وقد كان موضوع النقاش للأسابيع الماضية على حساب «مجهول» عن مدى تطور سوق الفن التشكيلية في الإمارات، لتأتي الكثير من الإجابات في صيغ ومضامين ثرية تساعد على إثراء الحركة الفنية، إذ التقطت «البيان»، جوانب محددة منها، لتضيء عليها في تحقيقات متكاملة، ومن بينها مدى نجاح سوق الفن التشكيلي في الدولة وركائز تعزيزها، حيث أكد الفنانون المشاركون ضرورة تفعيل حراك الفن التشكيلي المحلي والفن بوجه عام، في نطاق سوق قوية تشهد مشاركة واسعة من مختلف جهات المجتمع، بجانب انخراط الفنانين فيها بحرفية وزخم كبيرين.. بحيث ينعكس ذلك إيجاباً على مستوى الأعمال المقدمة وعلى المردود المادي للمبدعين. وطالب المبدعون الإماراتيون المشاركون، بضرورة إطلاق مبادرات رسمية تعزز الحراك في المجال وتوفر الدعم.

مراحل مختلفة

الفنان التشكيلي عبدالرحيم سالم تحدث عن سوق الفن في الإمارات، وهو الذي عاصر مراحل مختلفة ومنها فترة الثمانينيات والتسعينيات، يقول: كان مستوى الاقتناء والشراء ضعيفاً في تلك الفترة ولكن خلال عام 2000 و2004 بدأ يرتفع ولكن ليس بالحجم الذي يعتمد عليه الفنان، وحال دولة الإمارات بالنسبة للفنانين أفضل من الدول الأخرى المحيطة بنا، ونطمح إلى أن تكون هناك جهات تقتني سنوياً وهي اقتراحات طرحتها عدة مرات من خلال رئاستي لجمعية الفنون التشكيلية فهناك كم من الأعمال الفنية الجيدة تعرض بالمعرض الفني السنوي الذي تقيمه الجمعية، والتي إذا تم حصرها من الثمانينيات إلى الآن لشكلت نواة لمتحف للفن الإماراتي المعاصر.

وأضاف: نشيد بمبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي اقتنى مجموعة من الأعمال الفنية وعمل نواة جيدة لمجموعة من الفنانين، كما نشيد بدائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، فما تقوم به يشجع الفنانين ويعطي استمراراً في الإنتاجية وتطوير أعمالهم، ويدفع الآخرين من الشباب إلى الرغبة في الدخول في هذا المجال لأن هناك رافداً مادياً يساعدهم على تقديم أعمال متميزة.

وأكد سالم دور وزارة الثقافة وتنمية المجتمع في اقتناء عدد من الأعمال الفنية للتشجيع، وأن تقوم الجهات المختصة بعمل صندوق خاص للفنانين للمساهمة في تجاربهم ومشاريعهم كالتجربة الدنماركية التي تساعد الفنان في التذاكر وشحن أعماله الفنية للخارج، كما أن معرض «آرت دبي» و«آرت أبوظبي» خلقا مناخاً تجارياً للاقتناء، ونتمنى تخصيص جناح للفنانين الإماراتيين لتعزيز الإنتاج لديهم.

تحقيق دخل

وقالت الفنانة التشكيلية شما العامري في الموضوع : من تجاربي الخاصة في مجال الفنون، أجد أن الخلل هو في «الوعي» الذي يرخي ظلاله على سوق الفن، حيث لا يوجد هناك «دخل» من خلال الأعمال الفنية، ما يؤدي لعدم توافر الإنتاج العالي والزخم، ليقتصر الإنتاج على أشخاص لديهم إمكانات مادية سمحت لهم بالتركيز على أعمالهم أو أن يكون هناك جهات داعمة لهم.

كما أن من المتعارف عليه أن الفنان دائماً ينتج أعمالاً وتعرض للجميع للمشاهدة أو أن يطلب من الفنان صنع جدارية لوضعها في مكان ما أو إعطاء أفكار تطويرية من دون مقابل مادي بعكس الكاتب، ومن الخطر أن تقدم المواد الثقافية والفنية مجاناً..حتى لا نخسر الإنتاج الثقافي وسوق الفن.

وتتابع: لاحظت خلال هذه السنوات أن هناك منحاً ثقافية تعطي الفرصة لمساعدة الفنان على الإنتاج مثل توفير الخامات وغيرها للمشاريع الفنية وحالياً من خلال أزمة جائحة كورونا أصبح التركيز أكثر على الثقافة والفنون وزاد الإنتاج الثقافي والحوارات الثقافية عن طريق أون لاين.

بحوث وتجارب

وأشارت الفنانة التشكيلية موزة المطروشي إلى أنه غالباً عندما نتحدث عن سوق الفن هناك صورة معينة مرسومة لهذا السوق، وهي مبنية على أن الفنان أو الفنانة يقوم بإنتاج عمل ملموس وبناءً على نجاحه وعالميته يسعر هذا العمل ويباع، ولذا كان جوابي عن السؤال بناء على كل الذي ذكرته «نعم»، ولكن أنا مضطرة لتوسيع منظورنا لسوق الفن أو لإيكولوجيا الفن في الإمارات.

وتضيف: أنا لا أنكر أن هناك فنانين تقوم خطة عملهم على الإنتاج والترويج وبيع الأعمال كسلع تستهلك، ولكن المعاناة التي أتحدث عنها لها علاقة بصورة الفنان النمطية التي يجب على كل من يمتهن الفن أن يحتذي بها. هناك فنانون بحاجة إلى الخوض في بحوث وتجارب قد لا تقل عن سنة قبل إنتاج عمل.وتختم: بوجه عام، ما زلنا نعاني كفنانين هشاشة الرافد المادي.

Email