نورة الكعبي: الموصل عاصمة الصناعات الإبداعية قبل آلاف السنين

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت معالي نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، أن مدينة الموصل العراقية هي صلة الوصل وعاصمة الصناعات الإبداعية قبل آلاف السنين.

وقالت معاليها في مقال لها بموقع «ناس نيوز» العراقي، تحت عنوان «روح الموصل»: «قبل ثلاث سنوات كان العالم على موعد مع أكبر عملية تدمير ممنهجة للتراث الثقافي الإنساني في مدينة الموصل العراقية إحدى أقدم المدن في العالم، والتي كانت لآلاف السنين جسراً يصل الشرق بالغرب والشمال والجنوب استوطنها أشخاص من خلفيات دينية وعرقية متنوعة».

وأضافت أن الموصل صلة الوصل وعاصمة الصناعات الإبداعية قبل آلاف السنين فقد كان السجاد والرسومات والزخارف والمشغولات النحاسية تستقطب التجار من الهند والصين وكانت أسواقها تشهد حركة ثقافية نشطة واشتهرت منذ القدم بتصاميمها المعمارية وفنونها الموسيقية، ونشرت إبداعاتها في مجال النظم والتلحين إلى مدن عربية كالقاهرة وحلب ودمشق.. فقد تميزت المقامات الموصلية عن غيرها وامتزجت الموشحات بالنسيج المجتمعي المتعدد حتى قيل إنها تأثرت بموسيقى الكنيسة السريانية.. وقام الموسيقي الموصلي الأشهر زرياب بإسهامات بارزة في الموسيقى العربية والشرقية، فهو من نقل الغناء والفن الموسيقي إلى الأندلس وينسب إليه الفضل في تطور الإيقاع والعود والعزف والشعر والارتقاء بالذوق العام وهو أول عميد لمعهد موسيقي يقام في الأندلس.. هذه روح الموصل وهويتها منذ آلاف السنين.. وجه الحضارة المشرق منذ فجر التاريخ.. قوة إبداعها في تعدد أفكارها ودياناتها.

وأوضحت معالي الكعبي، أن المدينة القديمة في الموصل تضم بين أزقتها مئات المعالم التاريخية التي تشهد على عدد من العصور والحضارات والثقافات والديانات من أشهرها الجامع النوري ومنارته الحدباء، والذي كان قبل ثلاث سنوات هدفاً لتنظيم داعش الإرهابي الذي دمره وحوله إلى ركام، فهبت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونيسكو» لإنعاش الموصل من خلال مبادرة «إحياء روح الموصل» وكانت دولة الإمارات المساهم الأول في إعادة إعمار الجامع النوري ومنارته الحدباء، وكان هذا المشروع الوحيد الذي يبدأ فعلياً على أرض الواقع بعد دحر عناصر داعش من المدينة لإيماننا العميق بأن إعادة بناء معالم الموصل يُعيد للعراق مكانته التاريخية، ويسهم في بناء أجيال عربية تنبذ الحروب وتؤمن بالتعددية والاعتدال.

وقالت معاليها: «تزامن إطلاق مشروع إعادة إعمار الجامع النوري مع احتفاء دولة الإمارات في 2018 بمئوية الشيخ زايد ليكون خيرَ ترجمةٍ لحرصنا على إرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ودعم جهود الأشقاء العراقيين بالتنمية والاستقرار ودفعة عجلة الإعمار، خصوصاً المعالم التراثية التاريخية التي تعرضت لتدمير على أيدي أعداء التاريخ انطلاقاً من قيمنا الثابتة في نشر قيم الإيجابية والوسطية والانفتاح ومحاربة التعصب والتطرّف الفكري والديني والثقافي.. ويوجه المشروع رسالة قوية.. مفادها أن المجتمع المتسامح، المتلاحم هو المستقبل الذي يستحقه المجتمع الموصلي».

وأضافت معاليها: «لا تقتصر إعادة إعمار الجامع النوري ومنارته الحدباء على إعادة بناء المواقع التراثية وحسب، بل يتعداه إلى الاستثمار في الشباب الموصلي وتمكينهم .. إذ يوفر المشروع 1000 فرصة تدريبية ووظيفة للشباب، ويسهم بخلق فرص اقتصادية وإمكانات داعمة للسياحة الثقافية بما تعكسه من استدامة للتنمية وتطور وازدهار لمستقبل العراق...».

Email