ريم المرزوقي: الابتكارات المستدامة تدعم جودة الحياة

تركز ريم المرزوقي على المشاريع التطوعية لتجديد مرافق الصحة والتعليم | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

الحلول المستدامة تخدم البيئة وتدعم التطور الإنساني، وبناء مدن أكثر ذكاءً، هو محور اهتمام المهندسة وعضو لجنة تحكيم جائزة جيمس دايسون العالمية، ريم المرزوقي، التي تعد أول إماراتية تحصل على براءة اختراع في الولايات المتحدة الأمريكية لتصميم سيارة بدون سائق، صممتها خصيصاً لفتاة تدعى جيسيكا، الفاقدة لأطرافها العلوية، وتندرج تحت بند الابتكارات القائمة على دقة الملاحظة وتطوير المشروعات، ومدى مطابقتها لاحتياجات المجتمعات المعاصرة في جميع أنحاء العالم، إلى جانب فائدة المنتج أو الخدمة المنبثقة عنه في محور بناء الاستراتيجيات ذات الصلة بالقطاع الخدمي والمجتمع. فمن شأن التصميم، بحكم أبعاده الجمالية والصناعية، أن يقدّم حلولاً تفضي إلى تحسينات طويلة الأجل في الممارسات الاجتماعية المؤثرة في البيئة.

براءة اختراع

وفى السياق، تؤكد ريم المرزوقي، التي تعمل حالياً ضمن فريق مؤسسة Hopemakers.co الاجتماعية التي تركز على المشاريع التطوعية لتجديد المرافق في مجالات الرعاية الصحية والتعليم في البلدان النامية، أنها لم تتوقع يوماً أن تصبح مخترعة. وتضيف: «بدأت طريقي في عالم الابتكار عندما كنت في المرحلة الجامعية، شاهدت مقابلة لفتاة تدعى جيسيكا فاقدة لأطرافها العلوية، وكانت تحلم بقيادة سيارة لتتمكن من الانتقال من بيتها للجامعة، ومن هنا جاءتني فكرة تصميم سيارة يمكن قيادتها دون استخدام اليدين، واستطعت من خلالها تسجيل براءة اختراع في الولايات المتحدة الأمريكية، لتكون بمنزلة أولى خطواتي في عالم الابتكارات الإنسانية».

وتشير المرزوقي إلى أن ابتكاراتها كافة كانت وليدة مشكلة أو معاناة إنسانية، بحثت من خلالها عن حل لها، ثم بدأت رحلتي في البحث والتجريب وصولاً إلى التحقق من إمكانية تنفيذ الفكرة عبر نموذج تطبيقي، وتقول: «قدمت قائمة العديد من الابتكارات لخدمة الإنسانية في كل مكان بدءاً من موطني الإمارات مثل سيارة لأصحاب الهمم، ومُعلّم إلكتروني لتعليم أطفال التوحد، وأجهزة لتوليد الطاقة من محركات الطائرات». وقد استطاعت ريم من تسجيل مجموعة من براءات الاختراع في العديد من دول العالم، منها هونغ كونغ، واليابان، والصين، وإسبانيا، وألمانيا، وتمكنت من حصد جوائز عالمية ومحلية.

ابتكارات ملهمة

وفيما يتعلق بمنصبها كعضو في لجنة تحكيم لجائزة جيمس دايسون، تؤكد المرزوقي أن «المسابقة تقام في 27 دولة ومنطقة حول العالم، نحن نلمس بشكل واضح نمو اهتمام الشباب الإماراتيين بريادة الأعمال، وخاصة أن الفرص والمحفزات التي تتاح لهم عديدة. وعليه أدعوهم أن يتطرقوا للقضايا العالقة التي تواجهها الدول، ومحاولة إيجاد حلول بسيطة تتصف بالاستدامة والاستباقية، وقد تكون هذه المشكلة تعقيدات نواجهها جميعنا في الحياة اليومية أو قضية عالمية. النقطة المهمة هي أن يكون الحل فعّالاً ويبين قدرات التصميم المدروسة، ولا ننسى أيضاً ترسيخ عامل الابتكار، فالابتكار هو القاطرة التي تقود أي دولة نحو التطور في شتى القطاعات».

قصص نجاح

وتضيف ريم المرزوقي: «جائزة دايسون منصة عالمية لسرد قصص النجاح، وخاصة أن الأغلبية قد استطاعوا إثراء حياتهم المهنية. وفيما يخص النسخة المحلية، استطاع الفريق الفائز بنسخة 2018 من الجامعة الأمريكية في الشارقة الذي قام باختراع مشروع AirChair تسويق اختراعه في غضون سنة واحدة فقط، وقد لاحظنا نمواً مطرداً في ميول الطلاب نحو تأهيل مشاريعهم في عالم الأعمال».

Email