«أبو سليم» لـ«البيان»: «غيث» اسم على مسمّى.. «طمأن قلبي»

ت + ت - الحجم الطبيعي

2250 حلقة تلفزيونية، 17 مسرحية، 950 عملاً إذاعياً، 4 أفلام خاصة («أبو سليم في المدينة»، «أبو سليم رسول الغرام»، «أبو سليم في أفريقيا» و«أبو سليم في الجيش»)، أعمال مشتركة مع الرحابنة («سفر برلك» و«بنت الحارس»)، وأعمال أخرى متفرقة.. هذا هو رصيد أحد عمالقة الزمن الجميل، الممثل اللبناني العتيق صلاح تيزاني (مواليد 1929)، الذي طالما عُرِف بـ«أبو سليم الطبْل»، الذي ما زالت مسلسلاته وأعماله خالدة في الذاكرة الجمعية للبنانيين.

متسلحاً بمسيرته الفنية، الممتدة منذ سنوات طفولته الأولى في مدينة طرابلس (شمال لبنان)، قبل دخوله معترك التجربة، عام 1959، في «تلفزيون لبنان»، أول تلفزيون في العالم العربي، حيث كان «الشغْل عالهوا، وما كان في تصوير، وما كنا نسأل عن المصاري..

شغل تقدمة وتضحية وبس»، أطل «أبو سليم» على محبيه من خلال برنامج «إطمأن قلبي»، البرنامج الخيري الإنساني الذي يدعمه الهلال الأحمر الإماراتي، ما أيقظ الوجدان العربي عموماً، والوجدان اللبناني خصوصاً. وذلك، بعد أن حل «أبو سليم» ضيف الحلقة، وبطلها، بل وكان حكايتها «المجبولة» على مدى سنوات طويلة بقوله «عايشين مقهورين، شو بدْنا نعمل؟».

نجم الكوميديا

وهكذا، قدم «غيث» لنجم الكوميديا اللبنانية، الذي أدخل البسمة إلى كل بيت لبناني وعربي عبر مسلسلاته الشهيرة، ضماناً صحياً ومعاشاً لمدة سنتين، إضافة إلى تأمين علاج لزوجته المريضة. كما تشفع الأخير لصديقه «زغلول»، الذي كان ضمن فرقته الفنية، طالباً من البرنامج مساعدته في إجراء عملية جراحية له، فكان أن تحقق طلبه، فعبر عن شكره لـ«غيث»، واصفاً إيا بـ«هبة من السماء».

علماً أنه، ومنذ سنوات طويلة، إقتصر ظهور معظم فناني لبنان الكبار على الشاشة بتوثيق أوضاعهم الصعبة، والإكتفاء بالتعاطف معهم، والتبرع بحملات لمساعدتهم. ومع هذا مات بعضهم عـ«السكْت»، «عاضضاً» على جرحه، في بلد قدم له الكثير، فلم يقدم له البلد سوى «البهدلة» عـ«كبَر». هذا في الشق المعنوي. أما في الشق المادي، فلا ضمان اجتماعياً ولا «من يحزنون».

«أقسم بالله، أنا لا أعرف ملامح وجه غيث، كان يضع نظارات على عينيه، وقد لف وجهه بشال، وظننت لوهلة أنه قصدني طالباً المساعدة»، يقول لـ«البيان»، مستذكراً لحظة اللقاء:

«لم أكن على علم بالمقابلة، وكنت بانتظار شخص دعاني الى مأدبة الغداء»، فـ«جاء غيث، وجرى حوار بيني وبينه. وحينها، علمت أنه من الخليج، من الأوادم الذين يفكرون دوماً بأخوانهم العرب أينما كانوا». أما أمنيته، فتتلخص في قوله: «أطلب من ربي أن أراه وأتعرف إليه شخصياً، حتى أقبل وجنتيه».

نجم عالمي

وهذه الأمنية لم تأتِ من العدم، بل اقتضاها فعل كون «غيث إسم على مسمى، بما يعنيه من حياة وسعادة وفرح وإنسانية وهناء»، وفق تعبيره، فـ«بعد ظهور غيث في المشهد، إطمأنت قلوب الكثيرين، ممن ساعدتهم هذه المؤسسة ووقفت الى جانبهم، وأمنت لهم، ولو أياماً من حياتهم، ليكونوا سعداء فيها أو غير محتاجين لأحد»، غامزاً من قناة بعض المسؤولين في البلد «الشاطرين بالسرقة والنهْب».

فيما «الناس الأوادم ناطرين مين يساعدهم». ومن وحي المشهد، رسالة عابرة للحدود الى «غيث»، بقوله: «يا غيث، لو ما عملْت شي بحياتك، اللي عملتو لحد هلأ بيكفيك فخر مدى عمرك، وهوي وسام عل صدرك وصدر المؤسسة اللي واقفة خلفك وبتدعمك».

«حبايب وحبيبات قلبي»، لازمة لا بد منها بين عبارة وأخرى، مرفقةً بكم من الشكر الموجه في أكثر من اتجاه، بدءاً من «غيث هبة السماء»، الذي «جعلني نجماً عالمياً، فاتصلوا بي من كل أصقاع الأرض، بعد أن كانت سمعتي محدودة بين لبنان وبعض دول العالم العربي»، مروراً بـ«الهلال الأحمر الإماراتي» خصوصاً، ودولة الإمارات العربية المتحدة عموماً، التي «كنت أتمنى لو أنني وُلِدت فيها، في ظل واقع الفنانين المعززين والمكرمين فيها»، وصولاً الى أي إنسان في الكون وهب نفسه للأعمال الإنسانية ماداً يد المساعدة لكل محتاج في وطنه أو خارجه..

وذلك من دون أن يغفل توجيه رسالة مبطنة الى من يعنيهم الأمر، من خلال رسالة واضحة المعالم الى من يقفون وراء «غيث»، ومفادها: «دمتم من أجل عمل الخير، لا تسألوا عن حدا.. اللي بيلت وبيعجن، يتفضل يقدم شي من يللي عم تقدموه»، خاتماً بالقول، ببساطته المعهودة، ومن دون زيادة أو مراعاة لأحد: «نعم، إطمأن قلبي مع حضور غيث في المشهد».. ولعل هذه العبارة تُضاف الى مذكراته التى انتهى من كتابتها، التي لا بد من أن تحمل معالم اطمئنان قلوب الكثيرين عليه.ء

Email