في إطار التدابير الوقائية والاحترازية المطبقة بدبي والتزاماً بالتباعد الاجتماعي

نادي رواد التواصل الاجتماعي العربي ينظم جلسة افتراضية لمجلس المؤثرين العرب

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلن نادي رواد التواصل الاجتماعي العرب التابع لنادي دبي للصحافة عن تنظيم سلسلة من الجلسات الافتراضية بتقنية البث المباشر، وانطلقت أولى جلساتها الافتراضية تحت عنوان "التعايش مع كورونا ... دور الإعلام الجديد"، ضمن مبادرة مجلس المؤثرين العرب، وذلك تماشياً مع التدابير الوقائية والاحترازية المطبقة في الدولة لمواجهة فيروس كورونا المستجد وفي إطار نظام التباعد الاجتماعي، بمشاركة معالي الدكتور علي النعيمي، عضو المجلس الوطني الاتحادي، وعلي جابر، عميد كلية محمد بن راشد للإعلام، وخديجة المرزوقي، رئيسة تحرير منصة "دبي بوست"، وميثاء بوحميد، مديرة نادي دبي للصحافة، وإدارتها الإعلامية ندى الشيباني من مؤسسة أبوظبي للإعلام، وبحضور أكثر من 200 شخصية من الإعلاميين ورواد منصات التواصل الاجتماعي في الإمارات والمنطقة العربية.

وأكد المشاركون في الجلسة أن الأزمة التي يشهدها العالم حالياً جراء انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، تمثل نقطة تحول في كل المجالات، وقطاع الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي لا يشكلون استثناءً من هذا التغير، لافتين إلى أن توجيه الاتهام وتحميل منصات التواصل الاجتماعي أو بعض المؤثرين جزء من تداعيات الأزمة فيه تحامل كبير ومجحف بحقهم، كما أشار المشاركون في الجلسة أن الأزمة الحالية ستفرض تغييراً في الكثير من المفاهيم والأوضاع السائدة، مؤكدين أن العالم دخل في تعايش نوعي مع تداعيات وآثار هذه الأزمة بعد أن انحسر انتشاره تدريجياً، ومشيدين بمبادرات التوعية التي نفذها بعض مؤثري منصات التواصل الاجتماعي طوعياً كجزء من دورهم تجاه المجتمع وافراده. 


وأوضحت ميثاء بوحميد، مديرة نادي دبي للصحافة خلال افتتاحيه الجلسة الافتراضية، أن هذه الجلسة تنظم اليوم بأدوات جديدة وفي ظروف استثنائية تعكس تعايشنا مع هذه المرحلة وتأقلمنا مع مختلف التحديات المفروضة، معربة عن امتنانها على مشاركة جميع المتحدثين في الجلسة.


وأضافت بوحميد، تعودنا في دبي وكما تعلمنا من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم "أن التحديات لا يمكنها أن تعطل مسيرتنا"، وهذا ما نؤمن به ونطبقه عملياً في نادي دبي للصحافة وسط الظروف الراهنة، والتي دار فيها الكثير من الجدل حول دور الإعلام ما بين مؤيد يعتقد أنه قام بدوره على الوجه الأكمل في معاونة الناس على التصدي لها، ومعارض يوجه الاتهام للإعلام بأنه السبب في تفاقمها والتهويل من شأنها. 
من جهته أوضح معالي الدكتور علي النعيمي، عضو المجلس الوطني الاتحادي، أن مرحلة ما قبل فيروس كورنا لن تكون كما بعدها وهذا ينطبق على جميع القطاعات بدون استثناء، حيث فرضت الأزمة تغيير الكثير من المفاهيم والأوضاع السائدة في المجتمع.
وقال معاليه، أن أزمة كورنا شكلت صدمة لجميع القطاعات في العالم وليس فقط للإعلام، لذلك كان التعاطي معه دون الحد المطلوب، وفكرة لوم الإعلامين أو المؤثرين في هذا الجانب غير صحيحة ومجحفة بحقهم، فالإعلام بالنهاية هو انعكاس لواقع المجتمع وما يطرحه، ولا ننكر أن في بداية الأزمة كان الجميع في تخبط نظراً لطبيعة الأزمة واحداثها الغير متوقعة، والإعلام كان انعكاس لهذا الواقع. 
وأضاف معاليه، لا يمكن أن نقارن بين الإعلام التقليدي والإعلام الحديث كلاهما لديهما كيان ومضمون مختلف عن الآخر، وفي هذه الأزمة اثبتا أن أي منصة منهم لا تلغي الأخرى بل على العكس هم يكملون بعضهم البعض، لافتاً إلى أن الإعلام الإماراتي بكل منصاته تفوق خلال هذه الأزمة ونجح في تقديم تغطية بلغات مختلفة، مؤكداً أن أزمة (كوفيد -19) جعلت الناس تدرك أن الاستمرارية هي لمن يملك المعلومة وحس المسؤولية وامانة الكلمة.
من جانبه أكد علي جابر، عميد كلية محمد بن راشد للإعلام، خلال الجلسة الافتراضية، أن الإعلام العربي تعامل مع الأزمة بشكل جيد فاق التوقعات، وتحديداً في منطقة الخليج بالمقارنة مع تعامل دول أخرى في المنطقة العربية والعالم أجمع مع الأزمة.
وأضاف عميد كلية محمد بن راشد للإعلام، أن الإعلام الإماراتي ضرب مثالاً حياً على التفوق الإعلامي في المنطقة والعالم في أوقات الأزمات، وساهم عبر خطاب مؤثر وخطة فعالة في نشر الوعي والتزام الناس بالحجر الصحي والتقيد بالإجراءات المفروضة من قبل الجهات المعنية في الدولة. ضارباً مثالاً حياً بالصور التي نشرت خلال الأزمة لشارع الشيخ زايد في دبي وهي فارغة بشكل كامل، وكيف انها شكلت صدمه حقيقة للناس واعطتهم رسائل مباشرة حول أهمية الحجر والبقاء في المنزل للحفاظ على سلامتهم، قائلاً لم نكن نتوقع على الاطلاق في يوم ما رؤية أحد أكثر الشوارع الحيوية بدبي بهذا الشكل، ولكن شفافية تعامل الجهات المسؤولة من الأزمة جعلت الناس تتقيد بالإجراءات الصادرة من المؤسسات المعنية في دبي بشكل تام.  
وتابع جابر خلال مشاركته في الجلسة، أن الأزمة الحالية غيرت قواعد صناعة الإعلام، وهي اثبت أن الجمهور لم يترك التلفزيون اطلاقاً مثلما يتوقع البعض، بل زادت نسبة المشاهدة في العالم العربي بنسبة 25%، وتصاعد عدد ساعات تشغيل التلفزيون من 8 إلى ما يقارب 11 ساعة متواصلة يومياً. مشيراً إلى أن المتغير الوحيد هو توقف زيادة استهلاك المحتوى العربي بسبب توقف عجلة الإنتاج وكذلك الصناعة الاعلانية في العالم العربي بسبب تعطل الكثير من القطاعات الاقتصادية التي تعتبر الممول الأول للإعلانات التلفزيونية. 
وقال عميد كلية محمد بن راشد للإعلام، أن هذه الأزمة كشفت لنا نعمة العيش في الإمارات وتحديداً في دبي، ووضحت لنا معنى وجود حكومة تؤمن باستراتيجيات الذكاء الصناعي وتجهزت منذ سنوات لفكرة المدن الذكية، لافتاً إلى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أهدى الكلية في العام 2008 جهازاً تقنياً متقدماً للتعليم عن بعد، واليوم في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها قطاع التعليم، أصبحت هذه التقنية الوسيلة الأولى التي يعتمد عليها طلاب الكلية في استمرار التعليم والتزود بالمعارف المطلوبة.  داعياً في ذات السياق إلى ضرورة بدء توجيه المناهج التعليمية وطلبة كليات الإعلام خلال السنوات الخمس المقبلة للتركيز على الأدوات والسائل التدريس التكنلوجية وايضاً على سبل انتاج محتوى إعلامي مبتكر وغير مكلف في ذات الوقت، مؤكداً أن التوجه المستقبلي لقطاع التلفزيون يسير نحو المنصات الرقمية المبتكرة مثل منصة "شاهد".
وحول الجدل الدائر عن منصات التواصل الاجتماعي وبعض المؤثرين وتسببهم في تعقيد الأزمة، وضح علي جابر، اننا نعيش أزمة لم يواجهها العالم من قبل بما فيها الدول المتقدمة، والإعلام بشقيه التقليدي والحديث كما كان مسؤولاً عن تهويل الوباء في بداية الأزمة، هو اليوم المسؤول الأول عن تخفيف تداعيات هذه الجائحة ونشر الوعي عنه ودفع الناس للبقاء في منازلهم. مشيراً ان المتضرر من هذه الأزمة هم المؤثرين أصحاب المحتوى الهامشي.

وخلال مشاركتها في الجلسة الافتراضية التي عقدت تحت عنوان "التعايش مع كورونا ... ودور الإعلام الجديد" أكدت خديجة المرزوقي، رئيسة تحرير منصة "دبي بوست"، أن الصراع الدائم بين الإعلام التقليدي والحديث وتوجيه الاتهام إلى منصات التواصل الاجتماعي في غير مكانه، لأن الجميع في هذه الأزمة يتشارك بمصير واحد. وتابعت، من الغريب أن يتساءل البعض عن دور وأسباب غياب بعض المؤثرين عن الساحة اثناء الأزمة، بينما كنا نوجه لهم أصابع الاتهام في الماضي بسبب تدخلهم في كل القضايا بما فيها التي لا يملكون أي اطلاع عليها، مؤكدة أن غياب بعض المؤثرين عن الساحة حالة صحية وسببها ادراكهم بأنهم لن يشكلوا أي إضافة في أزمة صحية. 
وقالت رئيسة تحرير "دبي بوست"، أن الأزمة المتمثلة بانتشار فيروس كورونا المستجد عرفتنا على مؤثرين جدد في القطاعات الطبية واثبتوا امتلاكهم لمحتوى مؤثر، هؤلاء سنبقى نتابعهم حتى بعد انتهاء الأزمة. مشيرة إلى أن أزمة (كوفيد -19) خلقت فرص وليس فقط تحديات، وإحدى هذه الفرص هي تضاعف نسبة الاشتراك في المنصات الرقمية، كما خلقت فرص للكثير من الناس لإنتاج محتوى مبتكر بأدوات بسيطة، وهو ما يثبت أن انتاج المحتوى الإعلامي غير مرتبط بالأجهزة والاستوديوهات الضخمة. مؤكدة، أن الإعلام الإماراتي تكامل بكل قطاعاته ومنصاته خلال الأزمة متفوقاً على الكثير من المؤسسات العالمية في المنطقة، كما ارتقت منصات التواصل الاجتماعي بمستواها في التواصل مع الناس ونشر التوعية.

Email