ميرة سالم: الرسم ساعدني على تجاوز محنة الوباء

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

ظهر فيروس كورونا فجأة ليجعل الناس في حيرة من استيعاب هذا الشيء غير المرئي الذي يتسبب في أعراض مميتة كما يقول البعض، وكان اهل الثقافة والمبدعين ومحبي الفن بمختلف مستوياتهم وخبراتهم في الخندق الأول لمواجهته.

واليوم تنقل لنا إحداهن تجربتها خلال تعرضها لهذا المرض الغريب والغامض، وهي إحدى الشابات الإماراتيات، التي تجمع بين دراسة المهن الطبية وحب الفن والإبداع، وتتحلى بعطاء غير محدود لوطنها ولأهل بلدها، فلم تبخل ميرة عبد الرحيم سالم بعد شفائها وخروجها من المستشفى مباشرة بتصوير فيديو مفصل عن حالتها ونشرته على «يوتيوب» لتحكي قصتها، وتطمئن الجميع بأن هناك أملاً وعلاجاً ونجاة من هذا الفيروس الغامض.

وتنطلق ميرة بعنوان صغير قبل أن تحدثنا عن نصائحها بعد هذه التجربة وتقول: «فكر بالآخرين ولا تكن أنانياً»، فالنصيحة الأولى هي ابقَ في المنزل فهذا يحد من انتشار الفيروس، والنصيحة الثانية إذا أحسست بأي أعراض يمكنك الاتصال بالرقم 800342 وسيقومون بكل الإجراءات المناسبة، ثالثاً: لا تعطِ الموضوع أكبر من حجمه، ولا تتعامل مع المريض كأنه فيروس فهو مصاب، وليس هو الفيروس نفسه.

دعم معنوي

«البيان» التقت ميرة عبد الرحيم سالم تدرس علوم طبية وأحياء في إحدى جامعات أيرلندا، عادت مؤخراً من هناك بطلب من الحكومة الرشيدة بإجلاء رعاياها للمحافظة على سلامتهم، وتقول ميرة: تم التواصل معنا من الملحقية الثقافية بلندن في بداية انتشار الفيروس للاطمئنان علينا واستمر التواصل إلى أن تم تنظيم مغادرتنا، ومنحتنا هذه الاتصالات دعماً معنوياً كبيراً.

وتتابع: وصلنا إلى أرض الإمارات وتم فحصنا في المطار وكانت درجة الحرارة طبيعية، واستمرت حرارتي بالمعدل الطبيعي ليومين ولم أشعر بأي أعراض، وبعدها للتأكيد زرت إحدى العيادات الحكومية، وتبين أن حرارتي مرتفعة ولم أكن أشعر بشيء ماعدا الإحساس بالحر، وقد أرجعت ذلك لاختلاف الجو بين أيرلندا والإمارات، ثم تم إرسالي لعمل الفحص الخاص بفيروس كورونا الذي تظهر نتيجته بعد يومين، تم أخذ بياناتي لمعاودة الاتصال لإعلامي بالنتيجة وتبين بالفعل إصابتي بالفيروس.

فريق الإسعاف

وعن ردة فعلها عند إبلاغها بإصابتها قالت: وصل فريق الإسعاف للمنزل وارتديت اللباس الكامل مع القفازات والقناع للوجه، وعند وصولي للمستشفى كانت لدي مجموعة أحاسيس مختلطة لا أعرف كيف أعبر عنها، ولكن لم أبك أو أصدم بل تقبلت الموضوع والتزمت بجميع الأوامر الاحترازية، كنت أشعر في البداية ببعض التعب بجسمي وألم في رقبتي وكتفي والجزء العلوي من جسمي بالتحديد مع صداع وسعال جاف وخفيف، ثم تطور إلى ألم في البلعوم وكأنه التهاب وزاد شعوري بالكحة أكثر، ثم لاحظت عند قيامي بالمشي بعض الشيء في المستشفى بالتعب والعطش الشديد.

فترة العلاج

عن العلاج قالت: في البداية تم عمل أشعة للصدر وتحليل دم مع فحص للأنف وكان يجرى هذا الفحص 3 مرات، وتلقيت أثناء تواجدي في المستشفى أدوية وفيتامينات مثل فيتامين سي وحبة الدواء التي تعالج الملاريا مع الحرص على شرب الماء بكثرة.

وتؤكد ميرة أنها خلال فترة العلاج والحجر لم تشعر بالوحدة، فقد حظيت بصديقة جديدة مصابة أيضاً بالفيروس لتتبادل الأحاديث معها، إضافة إلى استقبالها الكثير من الاتصالات من الأهل والأصدقاء للاطمئنان عليها.

وتقول ميرة: أحب الرسم منذ الصغر وهي هوايتي المفضلة وكنت أنتقل ما بين سماع الأغاني والتمارين الرياضية والكتابة وانجاز واجباتي الجامعية، واستمر تواجدي لمدة 5 أيام في المستشفى فقط، وقد تختلف فترة المكوث من شخص لآخر وتمتد أحياناً لدى البعض إلى 14 يوماً.

وعن الوضع في المستشفى أشارت إلى أن المعاملة كانت ممتازة على الرغم من الجهد الذي يبذله الكادر الطبي لا سيما على الممرضات، اللواتي كن يتحدثن معي بكل طيبة وهدوء لتخفيف الضغط النفسي، وتقول: بالنسبة لنوعية الأكل كان يعتمد على فحص الدم وكانت هناك أخصائية تغذية سألتني في البداية عن المكان الذي كنت أتواجد فيه قبل دخولي المستشفى، لذلك تم توفير أكل أوروبي نوعاً ما وكان تصرفاً سليماً حتى لا يتغير على المريض الأكل فجأة، ويسبب له مغصاً أو أي شيء آخر يؤخر شفاءه، وقد حظيت بالاتصال اليومي من الأطباء وهيئة الصحة لتوفير أي شيء كنت أحتاجه.

Email