قصص «كورونا» الإنسانية.. بوابة إلهام لصناع الدراما العربية

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

الدراما التلفزيونية والسينمائية، لطالما كانت ساحة لمعالجة الواقع الإنساني المعاش، وعبرها يطرق صناعها عديد القضايا الاجتماعية، وفيها يقدمون معالجات لعديد الأفكار، بعضها فيه استحضار للماضي، وثانية فيها معايشة للواقع، وثالثة تحاول قراءة المستقبل، ومعرفة ما يخبئه، وهو ما شهدناه في عديد الأعمال الدرامية التلفزيونية والسينمائية، خاصة العالمية منها، والتي ذهبت في اتجاهات مختلفة، من بينها تقديم تصور لأوضاع مشابهة لما نعايشه حالياً في «زمن كورونا»، حيث فرض الفيروس سطوته على العالم أجمع.

وكما شكلت الحروب مصنع أفكار لصناع الدراما والسينما، فعالم الأوبئة والفيروسات كان كذلك، وهو ما شهدناه في مجموعة أعمال أنتجتها هوليوود خلال العقد الماضي، وعلى ضوء ما أحدثه فيروس «كورونا» من تغيرات في البنية الاجتماعية والاقتصادية، كان لا بد من معاينة واقع الدراما العربية، ومحاولة معرفة إن كانت ستقدم مستقبلاً معالجات درامية، تسلط الضوء على ما يعيشه العالم حالياً من عزل صحي، تباعد اجتماعي، وتأثيرات اقتصادية وغيرها.

«البيان» طرقت أبواب هذا الموضوع، عبر تواصلها مع خبراء في صناعة الدراما، والذين اتفقوا جميعاً على أن ما فرضه فيروس «كورونا» من أوضاع، يؤسس لإمكانية وجود معالجات درامية عربية مستقبلية، تتعلق بأوضاعنا الحالية.

خسائر بشرية

البداية كانت مع السيناريست محمد حسن أحمد، والذي قال: «أعتقد أنني ككاتب سيناريو، أواجه الفيلم الأصعب الذي يحدث حالياً على الكرة الأرضية، بشكل متسارع للغاية، سواء كان متعلقاً بالموت وحظر التجوال والخسائر البشرية والاقتصادية، وعالم يعيش مع الهلع يومياً».

وأضاف: «في ظل كل هذه الظروف التي يعيشها العالم، أعتقد أننا نحن في الخليج، نمر، ولأول مرة، بمرحلة بعيدة عن الحروب أو الجدل السياسي، ونشهد أمراً إنسانياً بحتاً، يحاصر البشر في كل مكان، وهو أمر يُمكننا من الانطلاقة بالأفكار في عوالم مختلفة، جديرة بالانتباه، وخلق عالم درامي هائل». وأشار إلى أن كل شيء قابل لأن يتحول إلى لغة درامية بصرية، سواء بأفلام أو مسلسلات.

وواصل: «بتقديري أن الأعمال بدأت تكتب بهذا الاتجاه، لأنه الوضع الراهن، بدأ يتشكل وفقاً لطبيعة ظروف الإنسان، وطريقة حياته، وتأثيره اليومي فيه وفي صحته وحركته ورغباته». وتابع: «تتجه المواضيع في العالم الآن مع فيروس «كورونا»، حول الفقدان والعزلة والهلع والخوف.. والحب أيضاً سيكون حاضراً بطريقة أو بأخرى ».

كتابة أفكار

في حين أشار الفنان داوود حسين، إلى أنه يحاول استغلال التزامه في البيت، عبر كتابة بعض الأفكار المتعلقة بهذا الحدث، تمهيداً لترجمتها مستقبلاً في أعمال درامية.

وقال: «بلا شك أن فيروس «كورونا»، حدث عالمي، يشمل الكوكب برمته، وليس قاصراً على جزئية معينة فيه، وبلا شك، أنه كما يهمنا نحن هذا الموضوع، وبدأنا التفكير في كتابته، هناك بلا شك من يفكر فيه بأمريكا ومناطق أخرى، علماً بأن هوليوود سبقتنا جميعاً في هذا الشأن، عبر تقديمها لمجموعة أفلام، تناولت ذات التيمة، وقدمت آنذاك برؤية مستقبلية، وهذا ترك أثراً كبيراً في النفوس».

وتابع: «مع ارتفاع نسبة الوفيات نتيجة «كورونا»، والمجهول الذي ينتظرنا جميعاً، ولا نعرف عنه شيئاً، فإن لدى كل بيت في العالم، قصة ما مع هذا الفيروس، وهذه بلا شك ستتحول مستقبلاً إلى أعمال درامية». وأكد حسين أنه من واجب الفنانين والمنتجين والمخرجين، الالتفات إلى هذا الوضع.

تحولات مجتمعية

أما الناقد طارق الشناوي، فقد سار على ذات التوجه، حيث أكد أن الحدث لن يمر مرور الكرام. وقال: «بالتأكيد أن ما أحدثه فيروس»كورونا«وإجباره للملايين على التزام البيوت، قد ساهم في خلق تغير بالنمط الاجتماعي العام، وبناءً على ذلك، فإن ما أحدثه الفيروس على الساحة العالمية، من تحولات، وأرقام في الضحايا، وحتى حالة الهلع والرعب التي تسبب فيها حول العالم، يسمح بوجود معالجات درامية، معظمها قد يقدم في إطار تراجيدي». وأضاف: «بلا شك أن الحدث لن يمر مرور الكرام، من دون التوقف عنده، وإيجاد معالجات درامية له».

تحديات عديدة

من جهته، أشار الناقد ماهر منصور، في حديثه، إلى أن الكوارث والحروب التي تعيشها المجتمعات الإنسانية بين الفينة والأخرى، ينتج عنها تحديات عديدة. وقال: «هذه التحديات لطالما شكلت مواضيع غنية للدراما، سواء التلفزيونية أو السينمائية، ولذلك، أعتقد أن ما نراه حالياً على الأرض، فيه قابلية لأن نراه في مسلسلات مستقبلية».

وواصل: «لقد لاحظنا جميعاً وجود تكاتف إنساني في مواجهة هذا المرض، وهناك العديد من القصص الإنسانية التي تلهم كتاب الدراما على اختلاف جنسياتهم»، منوهاً بأن الدراما قامت بمعالجة مواضيع مشابهة لما نعايشه حالياً.

Email