تخلّى عن وظيفته ليزرع غابة في الإكوادور

ت + ت - الحجم الطبيعي

أربعون عاماً أمضاها عمر تيللو لاستعادة غابة من الأشجار قصّت عن بكرة أبيها لغرض الزراعة، ليكون من بين قلّة ممن حققوا تحولاً بهذه العظمة، خصصت له محطة «بي بي سي» البريطانية مساحة مصورة على موقعها بعنوان «أشخاص يصلحون العالم». في قلب بحر من التطور والعمران، أنشأ عمر واحته الخضراء في الإكوادور، وأعاد تربية غابة مطرية بعد شعوره بالألم لانهيار غابة الأمازون، وقرر التعويض عنها ولو قليلاً.

وقال عمر في حديث للمحطة: «لقد ظن الناس أنني مجنون، لكني رأيت بأم عيني كيف اختفت الجنة الخضراء برمتها، لدرجة أن رؤية حيوان بري حيّ بات يعتبر رفاهية. لقد اختفت الأشجار الكبيرة جميعها إلا في الأماكن التي لا يمكن الوصول إليها».

إعادة التشجير

ومن هنا، يقول عمر، إنه قرر أن يفعل شيئاً لإنقاذ تلك الأجناس. وهكذا كان، حيث انطلق قبل 40 عاماً في رحلة شراء الأرض وإعادة تشجيرها وزراعتها. واستغنى عن عمله كمحاسب في إحدى الشركات، وغادر مع قليل من المال ليتفرغ للعمل في بناء الغابة بدوام كامل.

وقد عثر على بذور نادرة وأغصان من الجزء العميق لغابة الأمازون، وأعاد زراعتها حيث بدأت الحياة البرية تعود أيضاً. ويملك عمر أفلاماً مصورة عن أفاعٍ هناك ونحلات ملونة، ويقول إنك تجد الأشياء الأكثر روعة في الغابة حيث النحلات لا تجمع الرحيق بل العطر. لكن محيط الغابة يشهد حركة عمرانية، كما أن طريقاً بدأت تعبّد وصولاً إلى غابته.

وهو يساعد آخرين اليوم ليحذوا حذوه، وقد سافر إلى قرية تبعد 100 كيلومتر ليقدم المشورة إلى مزارع آخر يهمّ بزراعة غابته.

لكن كيف تجعل تلك الأرض ذات قيمة بتحويلها إلى غابة في الوقت الذي يمكن أن تكسب مالاً منها؟ سؤال وجدت له ماريا خوسيه إيتورالدي من منظمة «بشر من أجل الوفرة» حلاً بالطلب إلى الناس الذين يشعرون بالقلق إزاء تغيّر المناخ، بأن يدفعوا للمزارعين في الأمازون لاستعادة أراضيهم، من مبدأ الإيمان بأن كلاً منا قادر على بيع شيء ما لتعزيز عملية استعادة النظام البيئي. وتقول معلقةً: «الأمر أشبه بتوظيف أحدهم لتنظيف منزلك، أو لرشه بالمبيدات، وهذا ليس بالشيء المحسوس، لكنه خدمة مهمة. وهذا ما نقوم به لكن على نطاق أوسع هو الكوكب».

Email