أمل العقروبي توثق أيام الحجر الصحي

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تكن الرحلة الأخيرة بين لندن ودبي، تشبه نظيراتها قبل أن يفرض فيروس «كورونا» كلمته على العالم، محولاً إياه إلى جزر معزولة، على متن تلك الرحلة، التي دامت لنحو 7 ساعات ونصف الساعة، كانت المخرجة الإماراتية أمل العقروبي، ضمن آخر مجموعة من المواطنين الذين تمت إعادتهم إلى حضن الوطن، لحمايتهم من الإصابة بالفيروس، الذي استطاع إعادة تشكيل ملامح المدن، مفرغاً شوارعها من المارة، مغلفاً إياها بهدوء خالص، لا يقطعه سوى أصوات بعض السيارات.

أمل التي وُجدت في لندن لغرض الإعداد لفيلم وثائقي عن تاريخ بلدها الإمارات، عادت إلى الوطن، ولكنها لم تتمكن من العودة إلى بيتها، فكان عليها التوجه مباشرة إلى أحد فنادق دبي، لتدخل «حجراً صحياً» تعتمد مدته على ضوء نتائج الفحوصات، ولكن شغف أمل بالإخراج، ورواية القصص، مكناها من عدم ترك مجال للملل لأن يستوطن غرفتها الفندقية، مستغلة في الوقت نفسه، تلك الخصائص التي توفرها مواقع التواصل الاجتماعي، لابقاء العالمين على تواصل دائم، فكان من أمل، أن بدأت بتوثيق يومياتها، ونشرها على حسابها في «انستغرام»، ما أبقاها على تواصل دائم مع محيطها.

توثيق

«قررت أن أوثق يومياتي في الحجر الصحي»، جملة نطقت بها أمل في احدى المقاطع المصورة التي نشرتها، ليأتيها دعم الناس، الذين «أحبوا» الفكرة، وبدأوا بمتابعة ما تنشره أمل يومياً على «ستوري» انستغرام، لتكافئ أمل الجميع بنشرها لفيلمها الوثائقي «نصف إماراتي» الذي رأى النور في 2012، حينها حصل على أعلى مشاهدة في مهرجان دبي السينمائي الدولي.

تقول أمل لـ «البيان»: «منذ أن بدأت العمل في صناعة الأفلام، والتوثيق يشغلني كثيراً، أجد فيه شغفاً خاصاً، يمكنني من توثيق الواقع ومعاينة طرق التفكير المختلفة، ولذلك اعتقد أن قيامي بتوثيق يومياتي في الحجر الصحي، فيه فرصة قد لا تتكرر مرة أخرى، لا سيما وأننا نعيش مثل هذه الأزمة الصحية لأول مرة، فلم يسبق أن مررنا بوضع مشابه، منذ عقود طوال».

صاحبة «انشودة العقل» بدت في حديثها مع الناس تحمل طاقة إيجابية عالية، وهو ما يمكن تلمسه في قصصها اليومية، التي لم تكن قاصرة على موضوع معين، فقد حرصت أمل على طرق أبواب مواضيع مختلفة، بعضها بدت تجارب ومواقف عايشتها في ايامها الماضية، سواء أثناء وجودها في بلدها أو في مدن الاغتراب.

على عكس الكثير من الناس، تقبلت أمل فكرة «الحجر الصحي» بصدر رحب، وتقول: «اعتقد أن وجودي لأيام في الحجر الصحي، فيه محافظة على صحتي أولاً وصحة كل من يحيط بي، فأنا لا أود أن أكون ناقلة للفيروس». وتضيف: «لدي بعض الكتب، ولدي دعم عائلتي والناس أيضاً، ولذلك ادعو الجميع إلى مساندة الجميع خلال هذه الفترة، ومنحهم الحب الذي يحتاجونه في هذه الفترة».

تحضير

حتى الآن بضع أيام مرت على دخول أمل العقروبي بين جدران الحجر، وقالت: «أحاول استغلال هذه الفترة، في التحضير لسيناريو جديد، والبحث عن مصادر تمويل، بالإضافة إلى وضع مجموعة من أهداف أود تحقيقها خلال الفترة المقبلة»، مشيرة إلى أنها تحرص على ممارسة الرياضة وبعض تمارين اليوغا، والقراءة، وغيرها.

وقالت: «يمكنني القول أن الوضع مختلفاً في الإمارات، عن نظيره في لندن، واعتقد أن ذلك يعود إلى طبيعة الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة منذ البداية، وذلك ساهم في المحافظة على سلامة الجميع».

في حديثها مع الناس، تحاول أمل الإجابة عن معظم الأسئلة التي تصلها من أولئك الذين يعيشون في محيط الفندق، ومحيطها الاجتماعي، داعية الجميع إلى أهمية تقديم الدعم إلى الجميع، حتى نتمكن من تجاوز المحنة التي يمر بها العالم أجمع.
 

Email