فوتوغرافيا

عدسة الأزمات (الجزء الثاني)

ت + ت - الحجم الطبيعي

مهام العدسة الفوتوغرافية في الأزمات لا تتوقف عند نقل الحقيقة وتشخيص أبعاد المشكلة، بل تتجاوزها لتصف لنا الحلول. وفي الحالة الخاصة بالفيروس الجديد، كان هناك تنوّع كبير في التفاعلات البشرية الاجتماعية، فالجائحة دولية عامة والصورة قادرة على الانتشار والوصول بفاعلية متزايدة بشكلٍ يوميّ. التفاعل البشري مع الأزمة انعكس في العديد من السلوكيات الاجتهادية الممزوجة بتأثير بالعادات والتقاليد، والطرق العفوية التي اتبعها البعض في حماية نفسه وعائلته ومحيطه من العدوى قبل انتشار التعليمات الصحية الرسمية التي قامت بتوضيح الصورة الرمادية المقلقة لدى العديد من المجتمعات.

الصورة كانت حاضرةً بقوة عند بدء تنفيذ عددٍ من الحلول الحاسمة حول العالم، ومنها إخلاء بعض المناطق والبلدات وإجلاء سكانها، ومنع التجوّل والاختلاط بالحياة العامة، وممارسات العزل الصحي في المستشفيات أو دور الرعاية الطبية المتخصّصة، ومنها العزل الصحي المنزلي الذي شاع في العديد من دول العالم ! لقد قامت الصورة بالإجابة عن عشرات الأسئلة المتعلقة بأسلوب الحياة الجديد للمعزولين صحياً، من حيث الأنشطة والتفاعل الاجتماعي وأفضل الطرق والممارسات للتعافي ومنع احتمالات نقل العدوى للمحيطين، وشرح طرق وأساليب انتقال الفيروس لتجنّبها كلها.

لقد نقلت لنا عدسات المصورين أمثلة رائعة للتضحيات الكبيرة والجهود العظيمة التي قام بها الأطباء في «ووهان» حتى تكلَّلت جهودهم بالنجاح بعد مهمةٍ محفوفة بالخطورة والإرهاق الجسديّ والنفسيّ، القصة لم تقتصر على الصين فحسب، بل شاهدنا عشرات النماذج المضيئة الباعثة للتفاؤل حول العالم والتي روَّجت بنجاح لمنظومة التعافي والشفاء ومقاومة المرض والتمسّك بحق الحياة، بجانب نماذج أخرى للتضامن الإنسانيّ والدعم العائليّ والاجتماعيّ والعمل الجماعيّ المنظّم استناداً على وحدة الحال والمصير.

الأزمة أفرزت عشرات من الدروس العميقة التي يجب علينا فهمها واستيعابها جيداً وتوظيف مخرجاتها في المستقبل.

 

فلاش

نقل أفكار الحلول ومستجدّات الأحوال.. مهمة بالغة الأهمية للكاميرا في الأزمات الدولية

جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي

www.hipa.ae

Email