فوتوغرافيا

عدسة الأزمات- الجزء الأول

ت + ت - الحجم الطبيعي

فيروسٌ انتشر في عدة دولٍ حول العالم، ثم بدأت المنظمات الصحية الدولية تؤكِّدُ وصوله لمرحلة «الوباء»، وبعد وقتٍ قصيرٍ نسبياً.. أعلنته منظمة الصحة العالمية جائحةً خطيرة تغزو أغلب بقاع الأرض وتودي بأرواح المئات دون التوصل حتى اللحظة لعلاجٍ رسميّ ناجع.

خلال أسابيع قليلة بات سكان العالم يبحثون بصعوبةٍ عن الحقيقة، ففي الأزمات الكبرى تتكاثر الشائعات والخرافات بسرعةٍ شديدة، خاصة في ظل محدودية المعلومات عن طبيعة الفيروس الجديد وشيوع فرص انتقاله بين البشر دون الإحساس بأعراضه.

العطشُ البشريّ للمعرفة الصادقة حول هذه الجائحة اصطدم بملايين المنشورات الشخصية المضلِّلة على منصات التواصل الاجتماعي، والتي ضاعفت من حالة الخوف والقلق العامة بسبب خيالها الواسع في توصيف المشكلة والحلول الخاصة بها.

رمادية المشهد عزَّزت من الاحتياج للحقائق، والتي لم تبخل على أصحابها بوجودها في أماكنها الصحيحة، فمصادر المعلومات الرسمية سهلة الوصول وواضحة في طرحها وتغطيتها للمستجدات، ومن أهم وسائط المعلومات الحقيقية وأكثرها مصداقية، أتت الصورة الفوتوغرافية الحيّة الناقلة لطبيعة المشهد في عدة دولٍ حول العالم، لقد لَعِبَت الصور الخبرية المبثوثة من الصين في بدايات الأزمة، دوراً مهماً في إثبات حقيقة المشكلة وأنها موجودة فعلاً وليست من تهويل وسائل الإعلام أو غيرها، كما أن التفاصيل المختلفة لواقع الحال رَفَعَت من خطورة الأمر لدى الرأي العام العالميّ الذي بدأ استعداداته للتعامل مع انتشار الفيروس بمستوياتٍ متباينةٍ من الجدية والحزم.

المصورون الحقيقيون يشعرون بزيادةٍ واضحةٍ في الأدرينالين في هكذا مواقف، إذ يستشعرون ثقل المسؤولية عليهم في المخاطرة لالتقاط الحقيقة بكافة أبعادها وزواياها ونقلها للعالم في الوقت المناسب، نعم يجب أن تكون في الوقت المناسب، لأن الساعة الواحدة تصنع فارقاً كبيراً في إنقاذ مئات الأرواح، ولا نبالغ إن قلنا بل الآلاف، معتمدين على سرعة انتشار الفيروس وتضاعف الحالات المُصابة به.

فلاش

تشخيص الحقيقة.. المهمة الأولى للكاميرا في الأزمات الدولية

جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي

Email