سيّدي منك تعلّمنا

ت + ت - الحجم الطبيعي

كلّما فكّرتُ

أن أكسبَ يومًا مّا

صداقاتِ البشرْ

نازعَتني في هوى الناسِ

حماقاتٌ وأشياءُ أخرْ

***

عنده عُدتُ بأدراجي

إلى الغاب

بآلافِ قناعاتٍ

لِألقى فيه

مَن أصدقُ

مَن أرحمُ

مِن قلب البشرْ

***

آهِ مِن إنسان هذا اليوم

ما أقساهُ

ما أظلمَهُ

ما ألينَ اليومَ

جلاميدُ الصَخَر

***

إنّ في الصخرة ماءً

في صحارينا انتشرْ

إنّ في الغاب ذئاباً

ليتَهُم كانوا بشَرْ

ليت هذا العقلَ

قد رُكِّبَ في صُمّ الحَجر

وذئاباً في البراري

ليتهم أهلُ المَدر

***

ليت هذا الوحشَ في الدنيا

يَسُودْ

ليت ذا العقلِ إلى الغاب

يعُودْ

عَلَّ يستلهمُ من غابٍ

ترانيمَ ودادٍ

في الَّسَحر

***

سيّدي منك تعلّمنا

بأن الذئبَ قد يصبح

إنساناً

وقد يصبحُ إنسانٌ حَجر

وتعلّمنا بأن الحُبَّ

صحراءٌ

وفي البرّ تربىَّ

كلّ إبداعٍ وصُناّعِ الفِكَر

***

فلنعد نصنع بالتهذيب

إنساناً نغذّيه الـِغـيَرْ

ولنعُد نرسم بالإصرار

آمالاً على وجه الضجر

فحياة الناس أفراح

وأحزان

بلا ريبٍ

وأحلاها أمرّ

كلُّ من يضحك

في الإصباح

في الإمساء

يُبكيه القدَر

بيد أن المرء في دنياه

لا يحمل همَّ الغد

إنّ الغدَ محمولٌ

على كفّ القدر

فلنشقَّ الدربَ إيماناً

ولكنْ بِحذر

ولْنفجّرْ صبحَ «مرّيخ»

على ليل القمَر

_

سيّدي

عِش أنت لي

مُلهِمَ أفكارٍ

وللعالَم

في بحرٍ وبَرّ

 

Email