"شاكوش" يبكي خسائره وعاصفة ضد أغاني المهرجانات

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يكن يدرك الفنان المصري حسن شاكوش وزميله عمر كمال، أن حفله الأخير الذي أقيم في استاد القاهرة، سيكون بمثابة "مباراة اعتزال الغناء"، وهو الذي طالما حلم بأن يكون "نجم كرة قدم"، وأن يمثل مصر رياضياً، ولكن الرياح لم تجر بما تشتهي "سفن"  شاكوش، الذي أطل على الالاف ليقدم لهم أغنيته "بنت الجيران"، التي كانت بمثابة "القشة" التي قمصت "ظهره"، وبقية زملاءه من فناني المهرجانات، الذين شملهم قرار المنع من الغناء الصادر من نقابة المهن الموسيقية، والذي ما أن رأى النور حتى أشعل حرباً وجدلاً واسعاً تجاوز الساحة المصرية، ليصل إلى المنطقة العربية، التي انشغلت هي الأخرى في متابعة تبعات القرار، الذي جاء متزامناً مع حملة "قاطعوا محمد رمضان".

وبرغم قرار المنع، استطاعت أغنية"بنت الجيران" بنسختها الجديدة، الخالية من الألفاظ الخادشة، تخطى حاجز 100 مليون مشاهدة على موقع "يوتيوب" في أقل من 24 ساعة من ولادتها بحلة جديدة، ليبدو أن ذلك لم يكن مقنعاً للفنان هاني شاكر، المدير العام للنقابة، والذي أكد في أكثر من تصريح له أن "شاكوش ومن هم على شاكلته قد أفسدوا الذوق العام في مصر".

ارتفاع منسوب الاستماع لأغنية "بنت الجيران" على يوتيوب، جعل منها "ترنداً" في برنامج "تيك توك"، حيث تداولها الناس على اختلاف جنسياتهم ومشاربهم، فيما رفعت معها حسن شاكوش ليصبح هو الأخر "ترند" على موقع "تويتر"، لا سيما بعد صدور قرار منعه وزملاءه من الغناء، ولم يستثني القرار أيضاً الفنان محمد رمضان.

شاكوش في أول ظهور له على الهواء مباشرة في عدد من البرامج التلفزيونية المصرية، أكد "احترامه لقرار النقابة"، ولكنه في الوقت نفسه، بكى خسائره التي تقدر بالملايين، حيث قال: "لدينا الكثير من العقود لحفلات داخل مصر وخارجها، وجميعها تتضمن شروطاً جزائية، وحالياً لا أعرف كيف يمكنني حل هذه الإشكالية"، منوهاً إلى أن "منظمي الأفراح والحفلات حرروا محاضر ضده لعدم التزامه بإحياء هذه الحفلات".  وقال: "أتلقى رسائل ومكالمات تهديد، وهذه أول غلطة لنا، ولا يجوز أن يتم ايقافنا عن العمل تماماً، وإنما يجب تقويمنا في البداية وتقديم النصائح لنا لعدم تكرار الخطأ مرة أخرى"، متابعاً: "نحن نتخذ من هاني شاكر قدوة كبيرة لنا، ويجب على النقابة أن تحتضننا، وأن تقوم بتعليمنا الصحيح والخطأ".

في المقابل، حاول شاكوش ان يبرر اختياراته الفنية، عبر الاستشهاد ببعض الأغنيات التي قدمها الراحل سيد درويش، والفنان حكيم، والتي قال إنها تضمنت كلمات فيها إشارة إلى الخمر والهيروين. وواصل: "والدي متوفي، ووالدتي مريضه، وأنا الذي اتحمل مسؤولية إخواني جميعهم، ولا أحد يشعر بي، وكانت أمنيتي أن أكون وسط هذه الجماهير، عندما كنت ألعب كرة القدم، حيث كنت أتطلع إلى تمثيل مصر رياضياً".

في مواقع التواصل الاجتماعي، الجميع "أدلى بدلوه"، بعضهم وافق قرار المنع،  فيما وقف آخرون ضده، ففي الوقت الذي فتح فيه الفنان مصطفى كامل النيران على "أغاني المهرجانات" واصفاً إياها بـ "الاسفاف"، ومعبراً عن تضامنه مع قرار المنع، ومطالباً بضرورة وضع آلية واضحة لقبول الأغاني، من خلال اجازتها من المصنفات الفنية، اطلت الفنانة لقاء الخميسي عبر حسابها في "انستغرام" الذي نشرت عليه صورة  لحسن شاكوش، وأرفقتها بتعليق قالت فيه: "مغني مصري ناجح في بلده وناجح عالمياً، وليس مغني مهرجانات، لأن هذا أحد ألوان الغناء، ولكنه ليس واجهة للفن المصري الأصيل، والذي رسم له شخصية منذ سنوات"، وأضافت: "لماذا يتم منع مغني له جمهور واسع، وأرى أن ذلك ليس حلاً، وبتقديري أن الحل يكون بالاحتضان، والتوجيه طالما له جمهور عريض، ويمكن الاستفادة منه".

 

Email