سيرين خليفة: التعلم عبر الفنون إبداع يصنع الفرق

ت + ت - الحجم الطبيعي

يبتكر نادي الفنون باستديو «بيتفن» بمدينة دبي المستدامة، العديد من البرامج الفنية الثقافية الملهمة للأطفال لتنمية قدراتهم على التعبير والحوار باستخدامات الألوان إلى جانب الخامات والأشكال الفنية المعاد تدويرها واستثمار مهاراتهم في التواصل لربطها بالعديد من الأنماط الثقافية، وأهمها القراءة والبحث ضمن أجواء تفاعلية ترتقي بنشاطهم الإنساني والعاطفي من قبل معلمين مختصين وفنانين حرفيين.

حوار الألوان

تؤكد سيرين خليفة مديرة استوديو «بيتفن» أن التعلم عبر الفنون يصنع الفرق، فالتربية الفنية تلعب دوراً كبيراً في حياة الطفل، وذلك من خلال إتاحتها الفرصة له لممارسة التعبير الفني بالرسم الذي يعد أداة مناسبة للحوار وتحقيق التواصل مع الآخرين .

وكذلك تجسيد مشكلاته وأفكاره بشأن محيطه، فحب الأطفال للألوان يدفعهم بطبيعة الحال للتعبير عن شخصيتهم وحاجاتهم النفسية وإثبات قدراتهم الإبداعية والفكرية ضمن مجموعة الورش الفنية المصممة بعناية لتناسب الفئات العمرية المختلفة، والتي تنفذ بوساطة معلمين وفنانين في مجال فنون الطفل.

رسوم رمزية

وتقول سيرين: رسوم الأطفال التي في حقيقة الأمر تستمد من مصدر غير بصري، أي من مفاهيم مجردة غير مدركة حسياً، فرسوم الأطفال بمثابة رموز تعبر عن انطباع في أذهانهم من مفاهيم عن الأشياء وهذه الرسوم وسيلة للتفاهم والتعبير عن تلك المفاهيم بما تتضمنه من إدراك وتجريد وتعميم أكثر مما هي وسيلة لإظهار النواحي الفنية والجمالية.

حيث إن الأطفال يرسمون ما يعرفونه، لذلك كانت رسالتنا منذ انطلاق النادي هي التعلم عبر الفنون وتوجيه طاقات الأطفال الإبداعية نحو القضايا البيئية والثقافية لتكون لديهم في نهاية البرنامج حصيلة متوازنة من المعلومات العامة والثقافية التي تربط جماليات الفنون بأهمية المطالعة التفاعلية.

تفاصيل طفولية

وتشير سيرين إلى أن النادي يهتم كثيراً بتقديم ورش الفنانين والحرفيين الصغار (6 ـ 9 سنوات) التي ترتكز على مساعدة الأطفال للتعرف إلى مواهبهم وإطلاق العنان لإبداعهم من خلال فنون حرفية مختلفة كالرسم والقص والتلوين، على اعتبار أنها من أهم المراحل في بداية تكوين شخصية الطفل وقدراته في التعبير.

حيث يمتلك في هذا العمر القدرة على الوصف الدقيق للرموز نتيجة لتطور إدراكه الحسي وإدراك العلاقات الزمانية والمكانية، إلا أنه يمتلك القدرة على استيعاب المجرد، فهو يعبر عن تلك العلاقات برموز مليئة بالتفاصيل.

تعبير فني

وحول أهمية ممارسة النشاطات الفنية والحرفية للطفل تقول سيرين: الاعتراف بقدرات الطفل في التعبير الفني اعتراف بشخصيته وما لديه من ميول واستعدادات فطرية.

وذلك يحتم علينا إدراك الخصائص أو الاتجاهات التي تتميز بها تعبيراته الفنية في سياق العمل المتواصل معه على تنفيذ فكرة الورشة. ما ينعكس إيجابياً على سلوكه فيصبح أكثر نشاطاً ويقظة وطموحاً ومغامرة، ويتوقف هذا الدور الإبداعي على كيفية تدريبهم وتنظيمهم للمعرفة، وتفاعلهم مع المثيرات البيئية المختلفة التي يتفاعلون معها.

إعادة تدوير

وتوضح سيرين أن الكثير من الأمهات تحديداً يسعون باهتمام بالغ في تسجيل أطفالهم ضمن ورش العمل التي نقدمها، والتي تستفيد في تنفيذ برامجها من الخامات المهملة من علب بلاستيكية إلى جانب الأوراق.

إضافة إلى أوراق وأغصان الشجر والكرتون وغيرها من الأشياء التي يمكن إعادة استخدامها لتكوين عمل فني من صنع الأطفال أنفسهم، في إطار رغباتهم التي يمكن اعتبارها جزءاً من الدوافع الفطرية والغريزية وهي ترتبط بقدرات ومهارات حساسية عصبية تشارك فيها الحواس البصرية واللمسية والسمعية وغيرها.

إضافة إلى المكونات العقلية مثل الانتباه والذاكرة والتخيل، فنحن نؤمن أن العملية الإبداعية للطفل تحتاج إلى «انتباه عائم ومشتت» يناقض التفكير المنطقي المعتاد، وإلى «أن ترى ما لا يرى».

Email